رياضة

العجوز حياتو يسقط أخيرا ويخرج من الباب الضيق وروراوة يخسر على كل الجبهات

سقوط جبابرة كرة القدم في العالم يتواصل

 

سيكون يوم 16 مارس خالدا في ذاكرة كرة القدم الافريقية عامة و الاتحادية الافريقية خاصة، و ذلك بعدما تخلصت الكرة الأفريقية أخيرا من الديكتاتور عيسى حياتو الذي حكمها بقبضة من حديد لمدة قاربت ثلاثين سنة، العجوز الكاميروني  سيكون و لأول مرة منذ 1988 خارج أي منصب تنفيذي في هيأة الكاف بعد أن تحالف عليه من كانوا بالأمس من أشد مقربيه يأتمرون بأمره و ينتهون بنواهيه، هذا اليوم أيضا سيكون عالقا في ذهن الحاج محمد روراوة الذي تعرض لصدمة عنيفة بعد أن نال 7 أصوات مقابل 41 لمنافسه المغربي، ليكون هو الآخر خارج أسوار "الكاف" بعد أن شغل لمدة طويلة مناصب عديدة فيها ، ليتوالى سقوط جبابرة الكرة من بلاتر في "الفيفا "إلى بلاتيني في "اليويفا " مرورا بحياتو و روراوة في الكاف، ومن دون أدنى شك فقد كان بلاتر متربعا على عرش من الفساد بعد أن وصل إلى سدة حكم "الفيفا" سنة 1998 قبل أن يتقدم باستقالته قبل عامين من الآن، خصوصا بعد أن فاض كأس الفساد بما فيه و فاحت رائحة فضائح العجوز السويسري خصوصا بعد أن سربت صحيفة "نيويورك تايمز" أخبارا تشير إلى أن ذراعه الأيمن جيروم فالكه قد توسط لجنوب افريقيا من أجل تقديم رشاوى للأعضاء المصوتين على اختيار الدولة التي تنظم كأس العالم 2010 سابقا، و مع ازدياد حدة التسريبات و تخلي المؤيدين له عن دعمه لم يجد بلاتر بدا من إعلان استقالته بعد أن تلقى ضمانات بأن لا يتعرض لأي متابعات قانونية، ليتبعه بعد ذلك أحد أضلاع الفساد الكروي في العالم و نعني بالذكر ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" و الذي ترأس هذه الهيئة لعشر سنوات بدءا من 2006، غير أن سقوط بلاتر في وحل الفساد و انتشار فضائحه عجل برحيله هو الآخر، حيث أصدرت محكمة التحكيم الرياضي قرارا بإيقاف بلاتيني وإبعاده عن أي نشاط كروي بسبب حصوله عام 2011 على أموال مشبوهة من رئيس "الفيفا" بلغت 2 مليون دولار، نظير مهمة أتمها بلاتيني لصالح بلاتر ورفاقه مع بداية الألفية الثالثة، ليتم تجميد نشاطه مع مطالبات بإيقافه مدى الحياة، لكن القرار صدر بتجميدهما لمدة 8 أعوام .

حياتو الدكتاتور ورأس الفساد في افريقيا يسقط أخيرا 

حياتو دفع هو الآخر ضريبة سنوات من الاستبداد و الظلم الكروي في قارة لطالما قيل عنها أنا ولادة للمواهب، الاتحاد الافريقية استجمعت قواها الخائرة و قررت أخيرا أن تقول لا للظلم في وجه حياتو الذي أقصي بمكيدة دبرت بليل بطلها رئيس "الفيفا" الشاب انفانتينو و بمعية بعض الأعضاء المصوتين، ليكون الكاميروني العجوز لأول مرة خارج قلعة "الكاف" التي لطالما أحكم قبضته عليها بيد من حديد، و لن تكون سقطة الخميس الفارط هي الأخيرة له، خاصة وأن مسلسلا طويلا من المحاكمات ينتظره خصوصا من مصر التي وجهت له رسميا تهمة استغلال المنصب من أجل بيع حقوق المباريات لشركات بعينها دون عرض الأمر لمنافسة عادلة بين الراغبين في الاستفادة منها.

روراوة انزهم على جميع الجبهات وكل حساباته هاته المرة خرت في الماء 

روراوة لا يختلف عن سابقيه كثيرا خصوصا و أنه هو الآخر ظل و لمدة طويلة في منصبه كرئيس للاتحادية الجزائرية لكرة القدم و لطالما لاحقته فضائح مست المنتخب الوطني و البطولة المحلية التي كان متهما بأنه قد وأدها لحاجة في نفس يعقوب، و بعد أن توارى في الظل خلال الأيام القليلة الماضية و لم يسارع كما كان الحال قديما إلى الترشح لعهدة جديدة، ليتعرض لسقطة جديدة اليوم بتخليه عن منصبه كرها للمغربي فوزي لقجع الذي نجح في الحصول على تأييد مطلق من الأفارقة، لكن الامر الاكيد حاليا ان الايام القليلة المقبلة ستكون عصيبة على الحاج روراوة على اعتبار أنه سيكون تحت المجهر و سيتحمل تبعات ما سيحصل للمنتخب الوطني مستقبلا خصوصا إن لم تسر النتائج كما يتمنى الشارع الرياضي الجزائري.

أيمن.ل

من نفس القسم رياضة