الثقافي
المسرح عند علولة يمثل رؤية للعالم وموقف من الواقع والوقائع
أكدوا على أنه كان مناضلا ملتزما ومصلحا اجتماعيا، مختصون:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 مارس 2017

أكد مشاركون في يوم دراسي حول المسرحي عبد القادر علولة الذي نظم أمس أول بيسر ببومرداس بأن المسرح عند المرحوم علولة ليس فقط فرجة ومهنة وإنما يتعداه إلى رؤية للعالم و موقف من الواقع و الوقائع اليومية، و أكد المتدخلون في هذه الفعالية التي عرفت حضور كتاب و نقاد في المجال بأن المسرح عند هدا الأخير هو بمثابة مؤسسة للأفكار أو منظومة أفكار حول المجتمع حيث كان (علولة) في هذا المجال صانعا ماهرا بالقدر الذي كان مناضلا ملتزما و مصلحا اجتماعيا.
و اعتبر الكاتب المسرحي و الباحث المغربي عبد الكريم بالرشيد في مداخلته حول "عبد القادر علولة :الإنسان و المسار و المشروع" بأن علولة حاول من خلال تجربته الرائدة لبعث مسرح ما أصبح يعرف ب "الحلقة " التي اهتدي إليها استنادا إلى موروثه الثقافي بحيث زرع القيم الجديدة و تأسيس المعاني الجديدة في وطن حديث الاستقلال و يعيش مرحلة انتقالية.
و كان علولة واعيا بخطورة رسالة المسرح - يضيف الناقد المسرحي بالرشيد - لذلك تعامل مع مسرح الحلقة الذي كان يجتهد لتأسيسه و تأطيره من مبدأ أن لكل زمان و مكان و إنسان مسرحه الذي يختلف عن غيره لذلك ثار ضد كل القوالب المسرحية الجاهزة التي يهيمن عليها المجتمع الغربي بأفكاره و مبادئه.
و ذكر الباحث غريبي عبد الكريم من جامعة مستغانم في نفس السياق - و هو التوجه الذي أكده الإعلامي حيمدة العياشي في مداخلته كذلك - بأن المرحوم علولة آمن بأن خطورة المسرح تكمن أساسا في وظيفته كخدمة عمومية يؤديها بهدف تحقيق المجتمع الأخر و التغيير في كل مناحي الحياة انطلاقا من الأفكار و المبادئ.
و عرف علولة روح المسرح أكثر- حسب الباحث غريبي- عندما خرج من قوالب "البناية المسرحية الجاهزة" و "العلبة الإيطالية " أو نموذج المسرح الإيطالي السائد في أوروبا و المقلد كثيرا في دول العالم الثالث حيث بفضل ذلك تمكن من التحرر من القواعد المدرسية السائدة في المجال و انتقل إلى المسرح المعاش وصولا إلى تجربته الرائدة من خلال مسرح الحلقة.
فمسرح الحلقة - يضيف المتدخل- يعتمد في جوهره على الذهاب إلى الناس و جعلهم شريك في العمل من خلال حفل شعبي يجسده " الحكواتي" وفق بنية مسرحية جديدة خالية من الديكور و الزخرفة المزيفة و لغة مسرحية جيدة و شيقة.
و تضمنت هذه التظاهرة التي انطلقت مساء أمس الجمعة بقاعة المعارض العريقة لمدينة يسر عروض لعدد من المسرحيات على غرار مسرحية "آخر حلقة" لجمعية المقهى الأدبي بولاية سيدي بلعباس.
فريدة. س