الثقافي

توفيق مزعاش يعزف " النغم الأخير" بسطيف

في عرض أنتجته ورشة تكوينية قام بتأطيرها

 

 

 

أعلن الفنان المسرحي، توفيق مزعاش، عن عرض آخر إنتاجاته الركحية الحامل عنوان "النغم الأخير"، أمسية الخميس (09 مارس) بدار الثقافة "هواري بومدين" في سطيف، قال مزعاش، أن إخراجه لعرض "النغم الأخير"، الذي تقدم أحداثه كل من السيدة شفيقة ثلايج، وابنتها الآنسة، آية خرفي، تمخض عن تأطيره لورشة الفنون الدرامية التكوينية، التي دامت سنة بدار الثقافة "ّهواري بومدين" في سطيف، مؤكدا أن المميز في العرض، هي هذه المبادرة النادرة التواجد في الحقل الثقافي، والمتمثلة في تأثر ربة منزل رفقة ابنتها بالمسرح، واهتمامهما بمعرفته أكثر عن طريق المشاركة في ورشة تكوينية، لتجدا نفسيهما بطلتا عمل ركحي في أول تجربة لهما على الخشبة.

وأضاف مخرج "النغم الأخير"، أنه كفنان يرى أن من واجبه إبداع أعمال تهم الجمهور، وتكون بمثابة المحفز له لارتياد المسارح التي تشكو هجرانه، وحين يكون مبدعو العمل وأبطاله من قلب هذا الجمهور وهذه العائلات فإن ذلك سيجعله أقرب وأكثر حميمية "أن ندمج العائلة في الفعل الثقافي، معناه أننا ندعو أفرادها إلى التفكير والمساهمة في ترقية هذا الفعل، خالقين نوعا من التفاعل الصادق مع العمل الذي لن يبقى مجرد إنتاج أو إبداع نخبوي يقدم للفرجة، بل سيتحول إلى تجربة جماعية، مدمجة كجزء مهم من الحياة اليومية للفرد، وهذا برأيي ما يخلق نجاحا جماهيريا ".            

وأشار المتحدث، إلى أن أحداث عرضه الذي يدخل في إطار تطوعي، تدور بأكملها حول فكرة بحث المرأة عن ذاتها وسط مجتمع لا يعترف بمكانتها إلا من خلال شعارات تطلق هنا وهناك، دون أن تجد لتجسيدها على أرض الواقع طريقا...إذ يروي العمل الجديد، حكاية فتاة تهرب من منزلها بعد أن يئست من تغير الأوضاع فيه لصالحها، تخرج من حضن أهلها بحثا عن ذاتها وعن مكانة تتلاءم مع الثقافة التي اكتسبتها، الأم بقلبها الرؤوف لا تتخلى عن الابنة وتضطر هي الأخرى إلى الخروج بحثا عن ابنتها التي تخاف عليها مما سيقابلها في هذا الفضاء الاجتماعي الفسيح الذي رمت بنفسها إليه، وهنا تتصاعد الأحداث، مبينة التعنيف الروحي والنفسي الذي تتعرض إليه المرأة في المجتمع العربي بصفة عامة، مجتمع يخلط كل المعايير والمقاييس التي تساعدها على إثبات ذاتها، ويجردها من ثقتها بنفسها، حيث يتغنى بمنحها كل حقوقها، فيما لم تستطع ذهنيات أفراده الخروج من قوقعة الصورة النمطية المتخلفة البدائية المرسومة للمرأة في كل المجالات، وبالتالي يمنحها حرية ومنصبا في الظاهر، دون أن يؤمن في داخله بجدارتها في توليه والتميز فيه، وضع متناقض يبقيها في صراع وعدم استقرار دائم يؤثر على نفسيتها، لتجد نفسها كمن يدور في حلقة مفرغة بحثا عن مكانة لن ينالها حتى تتغير الذهنيات والأفكار البالية " المرأة رقم مهم في المعادلة الاجتماعية، ولن يكفي أن نعتبرها نصف المجتمع، لأنها المجتمع بأكمله، وآن له الاعتراف بأنها الأساس قولا وفعلا". 

وعاتب توفيق مزعاش، المسرح الجهوي لمدينة العلمة، قائلا "طرقنا أبواب مسرح العلمة، بغرض المساعدة في أن يرى هذا العمل النور، غير أنهم قابلوا المبادرة والعمل ككل بازدراء بدعوى التقشف، تمنيت لو تحلى مسؤولو المؤسسة بحس تقييم الابداع في حد ذاته، والأفكار التي حملها المشروع وهدفه، يكفينا تهميشا للمبدع، واجهاضا للأفكار النبيلة، تحت ستار ترشيد النفقات".   

للإشارة، "النغم الأخير"، الذي تم اقتباسه عن نص "العربة"، لمراد عمرون، وصمم السينوغرافيا الخاصة به، حسان كتفي، وصمم ملصقته، سفيان سياب، أما الاستشارة الفنية فعادت إلى العياشي جربوعة، سيعرض يوم 15 من شهر مارس الجاري، بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي".  

 

مريم. ع  

من نفس القسم الثقافي