الثقافي

"معوش عتيقة"... فنانة تشكيلية عصامية نقلت العمق الإنساني والإبداع عبر الريشة

تعرض عددا من لوحاتها بمعرض فردي بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة

 

نجحت الفنانة التشكيلية العصامية عتيقة معوش من خلال معرضها الفردي الموسوم "إقلاع" الذي تحتضنه دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة منذ يوم الخميس المنصرم في نقل العمق الإنساني و الإبداع الجمالي بالاعتماد على الريشة و الألوان.

و ترجمت عشقها للفن التشكيلي من خلال تطويعها للريشة لتسرد من خلال ال74 لوحة المعروضة مجموعة من الأفكار و الخواطر التي شكلتها بألوان متداخلة أتاحت لها فرصة البوح بكل ما يجول بخاطرها في قالب فني جميل "يجبر" المتلقي على تطوير رؤيته الفنية ل"يتجاوب" مع اللوحات و يدرك أفقها الجمالي.

و ببهو دار الثقافة إلتقت "وأج" هذه الفنانة التي إعترفت بأن وفاة والدها في 2005 شكلت منعرجا هاما في حياتها خصوصا و أنها فجعت في والدتها في وقت  سابق لتشرع حينها في ممارسة هواية الرسم التي اعتقدتها في بادئ الأمر مجرد نزوة عابرة بالنظرة للحالة النفسية السيئة التي كانت تمر بها خصوصا و أنها ماكثة في البيت.

"مع مرور الأيام اكتشفت بأن الأمر يتعلق بموهبة حقيقية لاسيما عند التحاقي بدار الشباب لباب القنطرة حيث لاقيت التشجيع من طرف أساتذتي الذين نصحوني بصقل موهبتي عن طريق الإلمام بأبجديات هذا الفن من خلال الالتحاق بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بقسنطينة و هو ما تم بالفعل في سنة 2010", تقول عتيقة, مضيفة "في بداياتي كنت أستخدم الألوان القاتمة عموما و الأسود خصوصا بالنظر لحالتي النفسية السيئة آنذاك و بفعل الخبرة و التجارب و تغير الظروف أيضا طورت أسلوبي الفني و صرت أوظف الألوان الباعثة على الأمل وعيا مني بأنه رغم المآسي و المشاكل لابد من شروق الشمس".

و تسعى هذه الفنانة التي اعترفت بتأثرها الكبير بالفنانين التشكيليين باية و أمحمد إسياخم من الجزائر و فينسنت فان غوخ الهولندي للمزج في أعمالها بين التقنيات التي كان يعتمدها هؤلاء الفنانون الكبار و استخدام الألوان الزيتية و الترابية و الأكريليك لإضفاء بصمة خاصة بها تجعلها تتميز في عالم الريشة المعاصر.

وأردفت المتحدثة -المحبة للمطالعة و كتابة الخواطر و الأشعار-"تعتبر الكلمة مصدرا من مصادر الإيحاء لدي بالإضافة إلى المواقف الحياتية التي لا تخلو من الأفراح و الأتراح التي لها دور كبير في مزاج الفنان و قدرته على الإبداع و الإنتاج الفني كونه أكثر الناس حساسية و تأثرا بما يدور حوله إذ غالبا ما تجده يستقي مواضيع اللوحات الفنية التي يرسمها من المواقف التي يعيشها و المشاهد التي يراها ".

و تعترف ذات الفنانة الخجولة "لقد منحني هذا الفن الفرصة للتعبير عن ذاتي لكنني لا أستهدف بشكل أساسي الحصول على الجوائز لأن مجرد اختياري للمشاركة في  المعارض خير دليل على نجاح أعمالي فأنا على موعد في الثامن مارس الداخل مع معرض جماعي بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة و آخر في 14 مارس المقبل بجامعة قسنطينة 3".

و ختمت عتيقة حديثها "طموحي ليس له حدود و حلمي أن أتمكن من رسم  لوحة عالمية تتيح لي فرصة تشريف بلدي الجزائر أولا و من ثمة الإقلاع عاليا على جناح التفوق و إثبات حضور متميز في عالم الريشة".

ف. س 

من نفس القسم الثقافي