الثقافي

الشعر الجزائري المكتوب بالفرنسية: لا مختارات مثالية

على الرفّ

 

تمثّل الكتابة باللغة الفرنسية نقطة إشكالية في تاريخ الأدب المغاربي، فالفرنسية ليست سوى لغة المستعمِر، غير أنها ليس فقط كذلك، إنها أيضاً لغة مقاومة المستعمر، وتلك مفارقتها.

في "ديوان الياسمين المجروح"، يقدّم عبد المجيد كواح أنطولوجيا للشعر الجزائري المكتوب بالفرنسية، محاولاً مسح قرابة قرن لما يسمّيه كتابة الشعر "بالرسم الفرنسي".

في مقدّمته، يقول كواح "طبعاً، لا توجد أنطولوجيا مثالية، إنها عمل بشري لا علاقة له بالعلوم الصحيحة"، هو الذي يجعل من جان موهوب عمروش بداية للشعر الجزائري المكتوب بالفرنسية، ويبرّر اختياره بأنه يجد في قصائد الأخير ليس فقط استعمالاً للغة الفرنسية، بل أيضاً محافظة على الأصالة الجزائرية، قبل المرور إلى أعمال شعراء آخرين من أجيال مختلفة مثل حبيب تنغور ومالك علولة ومحمد ذيب.

رغم أنه يرصد بالأساس نصوصاً شعرة مكتوبة بلغة أوروبية، إلا أن العمل يضيء ثلاثة فضاءات شعرية أخرى تعايشت في الجزائر، هي الشعر المكتوب بالعربية وبالعامية وبالأمازيغية، وهذا التنوّع اللغوي لا نجد له محوراً سوى الجزائر نفسها، التي حوّلها شعراؤها إلى ثيمة شعرية يمكن القول إنها باتت مستقلّة عن اللغة التي يجري التعبير بها.

ما يمكن ملاحظته أيضاً هو أن النصوص التي اختارها كواح مرتبطة بالشأن السياسي، مهما تغيّرت عصور الشعراء (الاستعمار، بناء الدولة، الحرب الأهلية، العقود الأخيرة.) وهو ما يفسّره بقوله إن "الشعر الجزائري المكتوب بالفرنسية كان دائماً في قلب المعارك"، معارك كان كل عصر ينتجها من الصراع ضد المستعمر إلى الصراع ضد ترهّل القيم.

فريدة. س

 

 

من نفس القسم الثقافي