الثقافي

ستورا: الاعتراف بالأعمال المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي "مشكلة جيل"

 

صرح المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا اليوم الخميس أن الاعتراف بالأعمال التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي "مشكلة جيل" مشيرا إلى وجود فارق بين الشباب الفرنسي و جزء من الطبقة السياسية.

 و في حوار لصحيفة "ليبيراسيون " ردا على الجدل الذي أثاره وصف ايمانويل ماكرون الاستعمار الفرنسي ب "جريمة في حق الإنسانية" فقد أكد المؤرخ أن "الأمريكيين قد قدموا اعتذارات  للفيتنام مما سمح لهم بإعادة فتح سفارة و أن يصبحوا الشريك التجاري الأول لفيتنام. و هذه البراغماتية لا توجد في فرنسا".

 و يرى هذا المختص في تاريخ الجزائر و الحركة الوطنية الجزائرية أن " الأمر يتعلق بمشكلة جيل" موضحا أن لدى شاب يبلغ 25 سنة أو 35 سنة " الاعتراف بالأعمال المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي أمر بديهي على غرار الرق و المحرقة فهي أحداث تاريخية معترف بها".

 أما بخصوص حرب التحرير الجزائرية  فقد صرح المؤرخ " لم نصل بعد إلى هذه الدرجة" مشيرا إلى وجود فارق بين الشباب و جزء من الطبقة السياسية و لهذا قالها ماكرون الذي يبلغ 38 سنة على أنها أمر بديهي مما خلف الانزعاج لدى اليسار و الاحتجاج لدى اليمين و ردود فعل حادة لدى اليمين المتطرف".

 و أوضح بنيامين ستورا قائلا " يعد وصف جريمة حرب و جريمة في حق الإنسانية مسألة قديمة برزت بلا توقف في النقاشات" مشيرا في ذات السياق إلى المحامين الفرنسيين المدافعين عن جبهة التحرير الوطني و المختص في التاريخ بيار فيدال ناكي و كذا تقرير ميشال روكار.

 و أبرز ستورا بأنه " تم سرد وقائع مجازر و فظائع لا تخفى على أي مؤرخ جدي" في الأبحاث التي قام بها المؤرخون و التي خصصوها للاستعمار الفرنسي في الجزائر.

 و بخصوص ردود فعل اليمين، اعتبرها المؤرخ " ردود فعل متفق عليها" و أضاف قائلا " عندما نتطرق إلى تاريخ فرنسا فإننا نتحدث عن الأنوار و الجانب المجيد و جمهورية المساواة و غيرها. لكن نتحدث قليلا عن النقاط الغامضة مع أن تاريخ فرنسا يحفل بها." مذكرا بقانون 2005 الذي يلزم الأساتذة على التطرق إلى الجانب " الايجابي" للاستعمار. 

 و استطرد ستورا قائلا " بالنسبة لليمين و اليمين المتطرف يجب أن يؤخذ تاريخ فرنسا على أنه كتلة. لكن إذا ما استمرينا في أخذ التاريخ على أنه كتلة يستخلص من ذلك أنه لم يحصل أي شيء تحت حكم فيشي أو الثورة الفرنسية مثل قتل الفنديين !  انها قراءة ذات أبعاد متغيرة. و هناك أيضا لدى اليمين المتطرف الإبقاء على الذاكرة الإمبراطورية و رفض الجزائر المستقلة". و أضاف المتحدث قائلا " لا نهتم إلا بفئة عانت من نهاية هذا التاريخ ألا و هي الحركى و المرحلون". 

و استطرد ستورا " ينبغي طلب وجهة نظر الأشخاص المستعمرين الذين  عاشوا في مجتمعات استعمارية لفترة طويلة مشيرا إلى تصريح ماكرون " صحيح أن فرنسا أتت بحقوق الإنسان و نسيت قراءتها"

  

من نفس القسم الثقافي