الثقافي

"أعداء داخليون" لسليم عزّازي ضمن القائمة القصيرة للأوسكار

يمثل العرب وحيدا في هذه الجائزة

تضمنت القائمة القصيرة للأعمال المرشحة للأوسكار، التي أعلنت عنها أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية، الفيلم القصير "أعداء داخليون"، للمخرج الفرانكو جزائري سليم عزَّازي، المرشح لـجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي قصير.

ويتطرق الفيلم إلى لقاء مغلق بين جزائري طالب للجنسية الفرنسية وضابط شرطة فرنسي من أصول مغاربية، وذلك على خلفية الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا سنوات التسعينيات.

وأثار ترشح فيلم سليم عزازي موجة من التفاعل في المواقع العربية الإخبارية والمتخصصة، التي وصفت صاحب الفيلم بأنه «الوحيد الذي يمثل العالم العربي في ترشيحات هذا العام، التي سيتم الإعلان عن جوائزها في السادس والعشرين من فيفري الحالي»، وهو ما قابله احتفاء المواقع الفرنسية كذلك بترشيح فيلم عزازي. 

سليم عزازي هو ابن مهاجر جزائري، أربعينيّ من مواليد مدينة ليون الفرنسية، وقد عمل عزازي مهندسا للصوت في العديد من الأفلام ذات السمعة العالمية، على غرار «الإسكندر» (2004) للمخرج أوليفر ستون، الذي قام بدور بطولته كلّ من كولن فارل وأنجلينا جولي، كما سبق لعزازي أن حاز على سيزار أحسن صوت. ويعتبر هذا الفيلم القصير هو أوّل تجربة إخراجية له.

أما فيلم «أعداء داخليون»، فيعتبر أول فيلم لعزازي كمخرج وهو ما يمثل نقلة نوعية في مسيرته الفنية، وقد فاز هذا الفيلم القصير بجائزة الجمهور في مهرجان كليرمون فيران، كما شارك في العديد من المهرجانات حول العالم، بالولايات المتحدة، النمسا، إسبانيا، البرازيل وغيرها.

وعن هذا الفيلم، صرّح مخرجه ومنتجه وكاتب نصه سليم عزازي بأنه استلهم هذه القصة من عمل أنجز حول استجوابات لجنة القضايا المعادية لأمريكا سنوات الخمسينيات بالولايات المتحدة الأمريكية، وما عُرف بموجة «الماكارتية»، وهو ما نقله عزازي إلى البيئة الفرنسية، كما صرّح أيضا بأنّ من بين ما أثار اهتمامه في هذه القصة، المتعلقة بالاشتباه والانتماء أو عدم الانتماء إلى الأمة، هو مفهوم أعداء الداخل الذي ظهر خلال حرب التحرير في الجزائر حسب قوله.

ومن خلال تصريحات عزازي، يمكن القول إنه يبحث عن شخوص متناقضة متضادة في مشهد واحد، وعن شكّ وارتياب يحمله كل طرف للطرف الآخر رغم أن الطرفين يحاربان نفس العدو، وهو في هذه الحال الإرهاب، كما يوظف رمزية ثيمة التاريخ في إعطاء عمق لعمله، الذي يناقش هذا المفهوم المطاط للوطنية والانتماء، خاصة في مجتمع متعدد الثقافات والإثنيات مثل المجتمع الفرنسي.

ولم تخلُ ترشيحات الأوسكار من أعمال تتطرق إلى المنطقة العربية، إذ نجد في فئة الأفلام الوثائقية القصيرة المرشحة للأوسكار فيلمين هما «وطني» للمخرج مارسيل ميتيلسيفين، تدور أحداثه حول عائلة سورية تهرب من أتون الحرب في سوريا، وتسعى إلى بناء حياة جديدة في ألمانيا، وكذلك فيلم «الخوذات البيضاء» للمخرج أورلاندو فون أنديزيل، ويتطرق إلى المستجيبين الأوائل الذين يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض، تحت الهجمات والغارات الجوية التي شهدتها الحرب السورية. هذا الفيلم الوثائقي سيتمّ تحويله إلى عمل سينمائي روائي طويل حسبما أعلنه النجم الأمريكي جورج كلوني.

يذكر أن ترشيحات الأوسكار شهدت عودة أسماء ثقيلة للواجهة، على غرار دنزل واشنطن المرشح لأوسكار أحسن دور رجالي، وميريل ستريب وناتالي بورتمان في أحسن دور نسائي، إلى جانب أسماء نجوم شباب على غرار رايان غوسلين وإيما ستون في نفس الفئة، عن فيلمهما «لالا لاند» من نوع الكوميديا الموسيقية، المرشح هو الآخر لأوسكار أحسن فيلم.

فيما تضمنت قائمة الأعمال المرشحة لأحسن فيلم أجنبي الفيلم الإيراني «رجل المبيعات»، إلى جانب أفلام «أرض اللغم» من الدانمارك، «رجل يدعى أوف» من السويد، «تانا» من أستراليا و»توني إيردمان» من ألمانيا.

ولم ينجح الفيلم الجزائري «البئر» في اجتياز مختلف مراحل الاختيار في هذه الفئة، شأنه في ذلك شأن جميع الأعمال العربية المشاركة، ليبقى الفيلم العربي الوحيد الحائز على جائزة أوسكار لأحسن فيلم أجنبي هو الفيلم الجزائري «زد» الذي أخرجه كوستا غافراس.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي