الثقافي
مسرحية "لكستا" لفرقة "النوارس" من البليدة تعرض بالعاصمة
تناولت موضوع "العبثية" التي يعيش في ظلها الإنسان المعاصر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 جانفي 2017
قدم نهاية الأسبوع الماضي بالمسرح الوطني الجزائريمحي الدين باشطارزي بالجزائر العاصمة العرض ما قبل الشرفي لمسرحية "لكستا" لفرقة "النوارس" للمسرح والفنون الدرامية من البليدة التي تناولت موضوع "العبثية" التييعيش في ظلها الإنسان المعاصر.
وعلى مدار ساعة من الزمن الركحي أحسن الثنائي ياسين جوزي وعبد الله نميشفي تقديم مقاربة حول ما سماه مخرج العمل أحمد مداح "العبثية التي يعيش في ظلهاالإنسان المعاصر" من خلال تسليط الضوء على واقعه الإجتماعي والسياسي الأليم والتشاؤميوخصوصا فيما يتعلق بانعدام التواصل بين أفراد المجتمع في ظل الإنطواء والإنعزالالذي صار يميز حياتهم اليوم.
وفي ملابسهما المهترئة ووسط ديكور ضيق يغلب عليه الحزن والظلام في رمزيةواضحة إلى سوداوية الحياة وقساوتها أبدع الممثلان ياسين وعبد الله -اللذين جسدادوري شابين الأول منهما أعمى معوق والثاني شبه مجنون- في التعبير عن إشكالياتالإغتراب والإنغلاق على النفس والفراغ القاتل والعنف اللفظي وأحيانا الجسدي وكذاالغياب الكلي لثقافة النقاش وهذا ضمن فضاء حواري خاص بهما وكأن الحياة العاديةلا تعنيهما أو هما لا يعنيانها.
وقد نال هذا العمل -المقتبس عن نص للكاتب المسرحي الأيرلندي صامويل بيكيتوالذي تم تقديمه بالعربية الدارجة مع بعض الحوارات باللغة العربية الفصحى- إعجابالحضور على قلتهم حيث استمتعوا خصوصا بالمشاهد ال"تراجيكوميدية" التي ميزته وهذاعلى الرغم أيضا من عدم وضوح معاني بعض المشاهد الأخرى التي بدت فلسفية جدا بالنسبةللمتفرج العادي.
واعتبر المخرج أحمد مداح أن عمله الجديد هذا -المندرج ضمن مسرح العبث-"لا يجسد العبثية بمفهومها الفلسفي وإنما هو تجسيد مادي لهذه الفلسفة من خلال العرض"مضيفا أنه "ركز أساسا على عنصري الفراغ والعنف الذي يعيشه خصوصا شباب اليوم".
وكانت فرقة "اللنوارس"التي تعتبر أهم فرقة مسرحية بولاية البليدة- قدأنتجت عشرات المسرحيات منذ تأسيسها في 1998 على غرار "لا ولن تموت الجزائر" و"الموتوالحب" و"الليلة الأخيرة" و"هاملت" و"أوديب" كما نالت أعمالها العديد من الجوائزالوطنية والعربية.
فريدة. س