الثقافي

"الجيل الجديد أبعدته ثقافة الأنترنت عن الأدب"

انتقد تغييب مظاهر الاهتمام بالمطالعة، أزراج:

 

 قال الكاتب عمر أزراج "لا تجد من هذا الجيل من الطلبة أحدا يحمل كتابا أو مجلة أو حتى صحيفة يومية بين يديه، ولقد أثار هذا الوضع استغرابي وقلقي في آن واحد".

وأضاف المتحدث يقول في عمود له أن "كل ما رأيته في هذه الأوقات هو تلك المحافظ التي تبدو فارغة إلا من الكراريس والأقلام، والهواتف النقالة الملتصقة بآذان هؤلاء الطلاب والطالبات لساعات طويلة فقط، وكأنهم يخاطبون دون توقف سكان

 العالم جميعا".

وواصل الكاتب قائلا: "لكي أفهم هذه الظاهرة، قادني فضولي إلى المركز الجامعي في العديد من المرات ورحت أنظر في كل الجهات لعلي أرى طالبة أو طالبا يطالع كتابا أو مجلة، ولكن مسعاي خاب مرة أخرى وحتى أزيل الشكوك سألت الكثير منهم عن الكتب التي يطالعونها ويتفاعلون معها وأدركت من أجوبتهم أن كل ما تقتصر عليه مطالعتهم، هو بعض فصول الكتب المقررة عليهم فقط، أما ما عدا ذلك فلا وجود له في حياتهم اليومية".

وأفاد "أن جميع منازل معارفي، من الأساتذة والمعلمين والإداريين وغيرهم، التي زرتها كضيف لم أر فيها مكتبة عائلية صغيرة أو كبيرة في الواقع، والأدهى والأمر هو أن الأساتذة أنفسهم يكتفون بالكتب التي يدرسون بعض فصولها لطلابهم، وقد أفادني عدد منهم بأنهم لا يقرأون أكثر من كتاب كامل خارج نطاق المنهج الدراسي في السنة الواحدة".

وأشار في السياق ذاته يقول: "لقد تكررت هذه التجربة التعيسة أمامي مرارا وتكرارا كلما سافرت عن طريق القطار أو الحافلة، حيث لم يحدث أن أبصرت مسافرا ذكرا أو أنثى يفتح كتابا مهنيا أو ثقافيا عاما لقراءته والتمتع به والإستفادة من المعارف التي يزخر بها، وفي تلك الأثناء كانت الهواتف النقالة بين أيديهم سيدة الموقف أيضا".

وخلص الأديب إلى القول أن "في كل هذه الحالات سألت نفسي: هل يعود سبب نفور هذه الأجيال الجديدة من الكتب إلى ندرة المؤلفات التي تغري وتشبع فضولهم الثقافي والفني والعلمي والأدبي والفكري، أم أن هذا الجيل الجديد قد سرقته منا ثقافة الإنترنت الضحلة والهواتف النقالة؟ ألا يفسر هذا الوضع المحزن والعقيم كساد الكتاب المطبوع، حيث لم يعد الروائي أو الشاعر أو الناقد في بلداننا يطبع سوى ألف نسخة أو أقل من كتابه الذي لا يباع إلا القليل منه، أما النسخ الكثيرة الباقية فمصيرها الدائم هو الرفوف المنسية التي يعلوها الغبار في المكتبات؟".

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي