الثقافي
إسدال الستار عن فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي بمستغانم
تميزت بعرض أحدث الأعمال المسرحية المنتجة من قبل دور المسارح العربية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جانفي 2017
أسدل الستار ليلة الخميس إلى الجمعة بمستغانم على فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي الذي وسم باسم المسرحي الراحل عز الدين مجوبي بعد 10 أيام كاملة من العروض المسرحية والندوات والنقاشات التي احتضنتها ولايتي وهران ومستغانم، وقد تميزت هذه الدورة التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعرض أحدث الأعمال المسرحية المنتجة من قبل دور المسارح العربية معظمها في 2016 فضلا عن استغراق زمن المهرجان ولأول مرة مدة 10 أيام بدل 6 أيام واحتضانه بشكل متوازي بكل من مدينتي وهران ومستغانم.
وقد عرفت هذه الطبعة ولأول مرة أيضا تأسيس المسار الثالث من العروض المسرحية التي برمجت مسرحيات خارج إطار المنافسة حيث تابعها الجمهور وبشكل يومي على مستوى قاعة "السعادة" وقد شملت عروض من مختلف البلدان العربية على غرار الجزائر التي شاركت في هذا المسار بمسرحيتين وهما "القراب والصالحين" لنبيل بن سكة و"فندق العالمين" لأحمد العقون.
وبالنسبة للمجال التنافسي فقد شاركت العديد من الدول العربية بأحدث أعمالها المسرحية على غرار الكويت وتونس والمغرب والعراق ومصر والأردن حيث كانت الجزائر ممثلة في هذا الإطار بمسرحية "الثلث الخالي" للمخرجة تونس أيت علي. وتجدر الإشارة إلى أن عروض هذا الركن من المهرجان قد احتضنها المسرح الجهوي لوهران "عبد القادر علولة".
وكلفت لجنة تحكيم خاصة بتقييم هذه الأعمال المسرحية التي تسابقت للظفر بجائزة الطبعة وذلك برئاسة الأكاديمي السوداني يوسف عايدابي وبعضوية عدد من الكتاب والنقاد من سوريا وفلسطين ولبنان والكويت.
وقد برز في معظم هذه الأعمال المسرحية تناول مواضيع الساعة أو الراهن العربي ومعالجة واقع البلدان العربي في مرحلة ما بعد أحداث ما سمي ب"الربيع العربي" إلى جانب التعرض لقضايا متعددة مثل القيم الإنسانية والتطرف الفكري والأخلاق وغيرها.
كما تميزت هذه الدورة أيضا بحضور كبير للمخرجين المسرحيين الشباب حيث كان الأمين العام للهيئة العربية للمسرح قد أعرب عن حرص مؤسسته على تمكين المبدعين المسرحيين الشباب من العالم العربي بفرص مهمة للارتقاء بمستويات أداءهم ودعمهم وتشجيعهم.
وكانت مختلف الندوات والمؤتمرات التي نظمت على هامش العروض قد عالجت العديد من المواضيع المرتبطة بواقع المسرح العربي وأفاقه المستقبلية على غرار المساعي لوضع تصور من أجل تسويق الأعمال المسرحية في الوطن العربي إلى جانب التطرق إلى مسائل فنية مثل الكتابة المسرحية ونوعية النصوص ومختلف التحولات التي تشهدها الساحة المسرحية على ضوء التغيرات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلدان العربية.
كما شكلت فعاليات هذه الطبعة من مهرجان المسرح العربي مناسبة للإعلان عن العديد من القرارات والمشاريع التي تخص المسرح على الصعيدين الوطني والعربي مثل مخطط جديد لعصرنة تسيير المسارح الجهوية الجزائرية وفق دفتر للشروط إلى جانب اتفاق الديوان الوطني للثقافة والإعلام مع الهيئة العربية للمسرح من أجل تمويل إصدار4 كتب خاصة بالمسرح الجزائري من بينها كتاب خاص بتخليد أمجاد المسرح الوطني على غرار حياة وإبداعات أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني.
ويشار إلى عدد من أعضاء هذه الفرقة الفنية العريقة (أحياء) والتي كانت بجانب العمل المسلح واحدة من قلاع المقاومة الوطنية ضد المستعمر الفرنسي الغاشم قد تم تكريمهم خلال حفل افتتاح هذه الطبعة والتي حملت اسم شهيد المسرح الراحل عز الدين مجوبي والذي سقط ضحية أيادي الغدر الإرهابي سنة 1995.
وأعلن أيضا مراجعة بعض المسائل المتعلقة باختيار الأعمال المسرحية للطبعات القادمة "على خلفية تفاوت المسرحيات المختارة لهذه الطبعة من حيث المستويين "الفكري والفني" إلى جانب قرار التفكير في إمكانية تنويع جوائز المهرجان بدل جائزة واحدة فقط لأفضل عمل مسرحي وكذا الإعلان عن إستراتيجية لتنمية وتطوير المسرح العربي وكذا المسرح المدرسي العربي الموجه للطفل.
وقصد التفاعل وإثراء برنامج التظاهرة نظمت إدارة المهرجان عرضين فنيين لحفلي الافتتاح والختام وهما عل التوالي مسرحية "حيزية" لمخرجها فوزي بن إبراهيم ولكاتبها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إلى جانب أوبرا من عشر لوحات فنية عنوانها "رحلة الحب" لفوزية أيت الحاج ولمؤلفها الراحل عمر البرناوي.
وكانت إدارة هذه الطبعة من المهرجان والتي تميزت بمشاركة واسعة من قبل الفنانين والمسرحيين الجزائريين إلى جانب 500 ضيف من الوطن العربي من مسرحيين وكتاب ونقاد وإعلاميين قد برمجت ندوات نقاش عشية عرض كل المسرحيات والتي مكنت من تشريح الواقع المسرحي العربي ومناقشة أفكار وانشغالات محترفي الفن الرابع.
وبخصوص المؤتمرات الفكرية خصصت واحدة للمسرح الجزائري الراحل عز الدين مجوبي وأخرى للمسرحي الراحل عبد القادر علولة، كما نظمت ندوة خاصة عنيت بالمسابقة في مجال البحث العلمي المسرحي وملتقيات وندوات نقدية متنوعة.
مريم. ع