الثقافي
"الأمازيغ في مصر" كتاب حول العلاقات بين الأمازيغ والفراعنة
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 جانفي 2017
يسعى كتاب تاكليت مبارك سلاوتي الأخير الذي يحمل عنوان "الامازيغ في مصر" إلى تسليط الضوء إلى حد ما على حقبة تاريخية طويلة من العلاقات السياسية و الاجتماعية و الثقافية بين قدماء السكان الامازيغ في كل من ليبيا و الصحراء مع مصر الفرعونية.
ومن خلال مسار شامل و متسلسل تاريخيا للموضوع عالج الكتاب الصادر عن المحافظة السامية للأمازيغية بالتعاون مع الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار مرحلة تاريخية من العلاقات المعقدة بين الامازيع و المصريين و المتميزة بمبادلات تجارية و ثقافية.
و يتناول الجزء الأول من الكتاب الآثار المكتشفة في المواقع الأثرية الصحراوية و التي تشهد على الاتصال والتأثيرات الثقافية المصرية في عالم قدماء الامازيغ على غرار الرسوم الصخرية بالطاسيلي و التي يمثل بعضها عربات تجرها خيول مثل تلك التي كانت تستعمل في مصر القديمة أو أيضا رسومات تمثل جمالا و حيوانات دخلت أولا إلى مصر وانتشرت بعد ذلك في باقي الصحراء.
وذكرت المؤلفة أنه بالرغم من قوة و نفوذ الإمبراطورية المصرية التي غزت أقاليم واسعة سواء بالجنوب (السودان) أو بالشرق (الشرق الأوسط) إلا أن الفراعنة لم يهتموا يوما باحتلال الأقاليم الغربية الشاسعة التي كانت تقطنها قبائل ليبية و صحراوية قوية ذات أصول امازيغية بل على العكس من ذلك فان تلك الشعوب التي وصفها المصريون و أعطوها عديد أسماء القبائل و الأشخاص و زعماء امازيغ هي التي غزت مصر مرات عدة و التي استنجد بها الفراعنة لمحاربة أعدائهم الخارجيين.
وأضافت الكاتبة أن تلك العلاقات السياسية و الاجتماعية كانت على مستوى كبير من المتانة إلى درجة أن القبائل الامازيغية شكلت سلالات فرعونية كاملة حكمت مصر لقرون عديدة من بينها "شيشنق الأول و اوزوركون القديم (ابتداء من القرن ال10 قبل الميلاد).
و يعتبر هذا العمل الذي يتناول حقبة جد متأخرة من تاريخ شمال إفريقيا ثمرة بحث يرتكز على مراجع غنية و إصداره سيلبي لا محالة فضول جمهور جزائري شغوف باكتشاف أصوله و التعرف على الدور الذي لعبه الامازيغ في التاريخ المصري.
للتذكير فإن الكاتبة تاكليت مبارك سلاوتي أستاذة علوم اللغة بجامعة بجاية و سبق لها أن ألفت كتاب "هل الأبجدية اللاتينية من أصل امازيغي" الصادر سنة 2004.
ف. س