الثقافي

الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني .. الذاكرة الجزائرية للنضال الثقافي

أسست في أوج حرب التحرير

 

تعد الفرقة الفنية للمسرح والغناء التي أسستها جبهة التحرير الوطني في أوج حرب التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي ذاكرة الأمة الجزائرية في نضالها الثقافي وكفاحها بسلاح أخر غير البندقية والرشاشة ألا وهو الكلمة المعبرة.

وتستذكر الجزائر على غرار الوطن العربي هذه الفرقة الفنية بمناسبة تكريمها خلال الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي (دورة عز الدين مجوبي) التي انطلقت سهرة الثلاثاء إلى الأربعاء بوهران ومستغانم حيث يتم تكريم عدد من أعضاء هذه الفرقة الأحياء على غرار طه العمري والهادي رجب ومصطفى سحنون.

ويأتي هذا التكريم في سياق العرفان وتخليد عطاءات هذه المجموعة من المناضلين الذين أزروا الثورة المظفرة عن طريق العمل الفني والإبداعي لإسماع صوت الجزائر إلى كل جهات العالم والتعريف بالقضية الوطنية.

وقد كان سلاح المسرح والكلمة منهاجا لهذه الفرقة لنصرة المجاهدين في الجبال وواحدة من معاقل الصمود ضد المستعمر ووسيلة  لنقل مأساة الشعب الجزائري لا سيما من خلال جولاتها عبر العالم.

وكانت فكرة تأسيس الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني جاءت غداة انعقاد مؤتمر الصومام الذي كان قد حث على مشاركة جميع الجزائريين في الكفاح حيث تم الشروع في البحث عن  الفنانين بغرض تكوين الفرقة الفنية.

وقد كانت الانطلاقة من تونس التي اجتمع فيها 35 عضوا لتأسيس الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني سنة 1958 في سرية تامة حيث تم بعدها تكليف مصطفى كاتب برئاسة هذه الفرقة بعد أن توسعت لتشمل 52 عضوا.

و تضمنت الفرقة العديد من الأسماء الفنية التي داع صيتها بعد الاستقلال لعطاءاتها الفنية الكبيرة ورصيدها الثري وبإبداعاتها التي ميزت الفعل الفني والثقافي الجزائري على مر العشريات التي تلت فجر استرداد السيادة الوطنية كمصطفى التومي ومحمد بوليفة وسيد علي كويرات وغيرهم من عمالقة الفن والثقافة الجزائرية، وقامت هذه الفرقة التي ساهمت بقسط كبير في تدويل القضية الجزائرية بعدة جولات في العالم وكان أول عرض مسرحي لها بعنوان "نحو النور" بالمسرح الرئيسي بتونس في 24 مايو 1958.

فريدة. س

من نفس القسم الثقافي