الثقافي
الأدب الجزائري في 2016... تكريس للكتاب الجدد وحركية في النشر
رغم قلة الدعم الموجه من مصالح ميهوبي للناشرين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2016
شكلت سنة 2016 موسما للكتاب الذين لفتوا الانتباه سابقا ليؤكدوا حضورهم، بينما اختار الناشرون أن يقدموا عناوينهم خارج الصالون الدولي للكتاب الذي اعتبر دائما بمثابة الدخول الأدبي، وقدم كتاب سبق أن احتفى بهم المشهد الأدبي أعمالهم الثانية على غرار سمير تومي وعايدة خلدون بمناسبة سيلا 2016، في وقت اختار ناشرون تسويق عناوين لكتاب مكرسين قبل موعد الصالون بأشهر مثل محمد ساري ورشيد مختاري وجمال ماتي. واللافت في هذه السنة التي تشارف على الانتهاء هو قلة الدعم الموجه للناشرين حيث لم تمنح وزارة الثقافة أي دعم للناشرين، إلا أن هؤلاء أصروا على تقديم أعمال أدبية جديدة للمشهد الأدبي في الجزائر تراوح في غالبيتها بين الرواية، والقصة والشعر، فيما سجل ضعف كبير في المذكرات خاصة الثورية أو تلك التي تعنى بالشخصيات البارزة في مسار الدولة الجزائرية.
ويقدم سمير تومي عبر روايته "المحو" الصادرة عن منشورات البرزخ قراءة نفسية لصراع الأجيال من خلال بورتريه لابن مجاهد يشكو سطوة ظل والده، بينما تعود عايدة خلدون الغائبة عن المشهد منذ سنوات برواية عن منشورات ميم تحاكي فيها عوالم البدو بعنوان "رائحة الحب".
وفي شهر ماي أصدرت منشورات الشهاب "أنا محرر" و"يوكو وأهل البرزح" و"أمطار ذهبية" لكل من رشيد مختاري وجمال ماتي ومحمد ساري وهي الأعمال التي شدت انتباه القراء والمهتمين.
وتوج عملان من منشورات الشهاب بجائزتين خلال السنة، حيث حصل محمد ساري جائزة إيسكال الأدبية وجمال ماتي الجائزة الكبرى لآسيا جبار عن عمليهما الأخيرين.
ونشرت رواية مهمة أخرى في الشهر نفسه عن منشورات البرزخ تزامنا مع طبعة فرنسية بعنوان "من إخواننا المصابين" لجوزيف أندراس التي تغوص في إعادة مؤثرة للأسابيع الأخيرة للمناضل الشيوعي الجزائري فرناند إيفتون الذي أعدم في 1957 بالمقصلة.
وقدم الناشرون الجزائريون عددا معتبرا من المجاميع القصصية لسيلا 2016 وهي حالة تفسرها العناوين التي صدرت للمناسبة ما يمثل استفاقة لكتاب القصة والناشرين معا.
ومن بين الأعمال القصصية البارزة مجموعتان صادرتان عن دار الكلمة، حيث اشتغل الخير شوار في "مغلق أو خارج نطاق التغطية" على استنطاق الأشياء ومقاربة العوالم الغرائبية، ووظف قلولي بن ساعد في "صدر الحكاية" صورا من خصوصيات الحياة في الجزائر العميقة.
ولم تحظ القصة القصيرة بجوائز مستقرة، وينظم عدد قليل من المسابقات المناسباتية في كل مرة، باستثناء مسابقة مؤسسة فنون وثقافة التي تحافظ على استمراريتها منذ أكثر من تسع سنوات. وباستثناء بعض الجوائز على غرار جائزة مؤسسة فنون وثقافة، لم تكن القصة على موعد أهم من جائزة الإذاعة الثقافية للمبدعين الشباب التي وزعت في الشهر الأخيرة من هذه السنة التي تشارف على النهاية.
• جوائز تحتفي بأسماء الآباء
وشهدت سنة 2016 توزيع جائزة محمد ديب التي تمنحها الجمعية الثقافية الدار الكبيرة بتلمسان، وهي الجائزة التي تقدمت بخطى ملحوظة نحو الاحترافية لتقترح قائمة قصيرة قبل كشف المتوجين.
وتوجت جائزة محمد ديب الكاتب محمد الصالح قارف عن عمله بالعربية "سيزيف يتصنع الابتسامة"، وابراهيم تازغارت عن روايته "نايلة" ومصطفى بوشارب بالفرنسية عن عمله "الفتوى".
بينما احتفى المشهد بعودة ملتقى بن هدوڤة الدولي للرواية الذي توقف منذ 2012، ليقدم جائزة في الرواية لأول مرة بعد أن ظلت جوائزه تمنح للقصة القصيرة والشعر في دوراته السابقة.
وكانت جوائز بن هدوڤة من نصيب إيمان بن ربيع عن نص "ياسين" وسفيان مخناش عن روايته الثانية "مخاض سلحفاة"، وحجبت اللجنة الجائزة الثالثة وجوائز اللغة الفرنسية بسبب محدودية المستوى.
وأعلنت جمعية نوافذ الثقافية عن إطلاق الطبعة الأولى لجائزة الطاهر وطار للرواية، كما أعلن عن جائزة رشيد ميموني في الرواية وتمنح الجائزتان في العام المقبل.
وشكلت الجائزة الكبرى آسيا جبار حدثا بارزا في ختام السنة الأدبية، حيث توجت الروائي سمير قسيمي عن روايته "كتاب الماشاء"، والروائية ليندة كوداش عن "الحكاية الأخيرة" في فرع الأمازيغية وعادت جائزة اللغة الفرنسية للروائي جمال ماتي "يوكو وأهل البرزخ".
واختتمت السنة بتوزيع جوائز المسابقة الوطنية للرواية القصيرة التي تنظمها رابطة الفكر والإبداع بالوادي للمرة الثالثة على التوالي، حيث توجت الجائزة كلا من عبد الرشيد هميسي عن روايته "ما تشتهيه الروح" وحواء حنكة عن "عايشة" وآسيا بودخانة عن "زوايا الصفر".
مريم. ع