الثقافي

حاتم السيد يلقي كلمة اليوم العربي للمسرح

في افتتاح النّسخة التّاسعة لمهرجان المسرح العربي التي ستعقد في الجزائر الشهر القادم

اختارت الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، الناقد والمخرج الأردني المخضرم حاتم السيد لكتابة وإلقاء كلمة اليوم العربي للمسرح في افتتاح النّسخة التّاسعة لمهرجان المسرح العربي، الذي تطلقه الهيئة بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، في مدينتي وهران ومستغانم في العاشر من جانفي المقبل، وعبّر السيد عن تقديره لاختياره لهذه المهمة في أهم مهرجان عربي للمسرح في السنوات الأخيرة، لأسباب عديدة منها أن الهيئة باتت محركاً فاعلاً للمشهد المسرحي العربي عامة، إضافة إلى أنّ المهرجان صار مطمح الفرق المسرحية العربية، منذ انطلاق جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأفضل عمل مسرحي عربي.

وأوضح السيد أن كلمته تتمحور حول قيمة وأهمية فن المسرح الذي يستمد قوته من مغالبته، أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة، منوهاً إلى أهمية الحضور الأردني في هذه النسخة بعرض مسرحي داخل المنافسة الرسمية بعنوان «العرس الوحشي» وهو نص للعراقي فلاح شاكر، والمستوحى عن رواية بنفس الاسم للفرنسي «يان كفلك»، والعمل من إخراج عبد الكريم الجرّاح. 

ومما جاء في كملة حاتم السيد: «السلامُ على الكبارِ الذين أفنَوا أعمارَهم لتبقى خشبةُ الحياةِ تنبضُ بالحياة.. حين يحضُرُ المسرحُ يحضُرُ الحلمُ، وحين يكبُر المسرحُ يكبرُ الحلمُ وتستقيمُ الحياة، فلماذا لم تكبُرْ أحلامُنا مع المسرحِ رغمَ اتساعِها، ولماذا لم تستقمْ حياتُنا رغمَ كَثرةِ خشباتِنا؟ كبيرةٌ أسئلتُنا، وكبيرةٌ أحلامُنا، وكبيرةٌ قضايانا، لن تقفَ عليها كلمةٌ مقتضَبةٌ كهذه، لكنّكم مَن يُحصيها عدداً، ويعيها وعياً، ويعيدُ إنتاجَها لتكونَ نهجاً، ليس لنا فقط، وإنّما لأمةٍ نريدُ أن ندرّبَ أبناءَها ليقفوا على بواباتِ المسارحِ ليشاهدوا كيفَ تكونُ الحياة.. ولأنّ رحلتَنا تأبى أن تُسدَل الستارةُ عليها، ولأنّ آمالَنا كما هي آمالُ «ونوس» الذي حكمَ وحكَمنا معه بالأمل، فإنَّ علينا أن نعيدَ تشكيلَ أرواحِنا وحضارتِنا وثقافتِنا من جديد، وأن ننفُضَ عنها العفونةَ التي تفشّتْ عليها، وأن نزيلَ الترهلَ الذي جعلَ أوصالَها ترتخي، وأن نزرعَ الحياةَ في أحلامِها التي بدأت تشحَبُ».

وتساءل السيد في كلمته: «كيفَ لنا كفنانين ومثقفين أن نقفَ في وجهِ هؤلاءِ الأوصياءِ على الحياةِ.. هؤلاءِ الذين ينْصُبون أنفسَهم مكانَ الله، يحلّلون ويحرّمون والأمةُ تنقسِمُ عليهِم وبسببِهم؟ كيف لنا كفنانين ومثقفين أن نجعلَ الأمةَ تلتقي على الأفكارِ الكبيرة والأحلامِ العظيمة، لا أن تنقسمَ على السفاهةِ والانحطاط؟ كبُرْتُ مع هذه الخشبة، وكبُرَ معي الحلمُ وشاخ كما شاختْ أوصالي، وها أنا اليومَ أرقبُ هذه الخشبةَ بخوفٍ كما يرقُبها أيُّ محِبٍّ للحياة.. لا أُريدُها للنخبة، أريدُها لكلّ الحالمين بالحبّ، أريدُها لكلّ العاشقينَ للهروبِ من نَيْرِ الفقرِ والجوع والحرمان، أريدُها وطناً واحداً، أريدُها قصيدةً تتغنّى بالأرضِ والإنسان، أريدُها وسيلةً لمقاومةِ الشِّقاقِ والنزاعِ والموت، أريدُها قصةً تُروى لطفلٍ كي ينامَ فيحْلُم بحياةٍ أكثرَ أمناً وصفاء».

يذكر أن حاتم السيد مولود عام 1946، في قرية النفيعات بشمال فلسطين، له مسيرة حافلة بالعطاء والريادة والتأسيس، توّجت بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في المسرح عام 1997.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي