الثقافي

عرض مسرحية "فلو" لفرقة "سانبراي ستوريز" من تونس

على ركح قاعة "الزعاطشة" ببسكرة

شاهد الجمهور من عشاق الفن الرابع بمدينة بسكرة سهرة أمس أول عرض المسرحية الهزلية "فلو" (ضبابية) لفرقة "سانبراي ستوريز" من تونس.

فمن خلال ديكور بسيط وأضواء خافتة ومنعدمة أحيانا لكن بحركات تعبيرية قوية للممثلين الخمسة على ركح قاعة "الزعاطشة" تطرقت هذه المسرحية الساخرة جوانب من حالة الغموض السائدة في مشهد الحياة اليومية ببعض البلدان العربية التي اجتاحها ما يسمي ب"الربيع العربي".

وضمن إفرازات هذا المشهد البائس بما في ذلك مرحلة ما بعد "الربيع العربي" طفت على الساحة السياسية "معارضة " بعض منها لا وظيفة له سوى إنتاج الانتقاد الأجوف دون الاجتهاد في البناء ولذلك يقوم أحد الممثلين بإطلاق عبارة مدوية " المطلوب .. المعارضة البناءة وليست الهدامة .. فالدولة في حاجة إلى البناء".

وفي أحد المشاهد تأجج الصراع وبلغ ذروته بين طرفين إلى درجة نزولهما من الخشبة إلى أرضية القاعة تحت وابل التراشق بالألفاظ بينهما وتجرأ أحدهما على توجيه للآخر اتهامات بالكفر ومعاداة الدين المشترك بينهما وحتى تمجيد القتل والإرهاب.

وفي خضم هذا العمل المسرحي الذي استغرق ساعة ونصف تظهر من حين لآخر في ثنايا المشهد شخصية مبهمة وهي غير واضحة الملامح لكن بكامل أناقتها بحيث جعلت وظيفتها هي مباركة أفعال المجرمين بما يوحي ضمنيا في رسالة للجمهور أن هناك لعبة محاكة وجهة أو أكثر خفية هي التي تقف وراء مآسي الوطن العربي.

ولقد عمدت مسرحية "فلو" الى محاكاة أوضاع الضبابية التي آلت اليها بعض البلدان العربية بما في ذلك حالة تونس التي عاشت ما يسمى ب" الربيع العربي" وكذا إشهار سلاح الفن لمقاومة الانحراف وحتى إدانة فنية لكل انفلات فكري مثلما صرح به ل/وأج عقب العرض مخرج هذا العمل ريان القيرواني.

للإشارة فان فرقة "سانبراي ستوريز" حلت بعاصمة الزيبان بدعوة من لجنة الحفلات لبلدية بسكرة بالتنسيق مع الجمعية الثقافية ( بسكرة  فن ).

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي