الثقافي

مختصون: الجامعة مطالبة بفتح أبواب التكوين المسرحي على مدار أيام السنة

في اختتام الطبعة الأولى من تظاهرة "سيرتا شو"

المشتغلين في المسارح مطالبون بالالتفاتة إلى أفكار الجيل الجديد في تحديد الطبوع وإنتاج العروض

اختتمت نهاية الأسبوع المنقضي فعاليات الطبعة الأولى من تظاهرة "سيرتا شو"، المرفوعة إلى روح الراحل "حسين كحلوش"، بكلية الفنون والثقافة في عين الباي بولاية قسنطينة، وعادت جائزة التظاهرة الذهبية إلى المتسابق عبد الله بو حفص، الذي مثل مديرية الخدمات الجامعية لولاية سطيف، وتسلم جائزته من طرف المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية، عبد الحق بودراع، الذي قال أن الطلبة لم يخيبوا الآمال التي وضعت فيهم "كنا واثقين من أن هذه التظاهرة ستسمح بتفجير الطاقات والمواهب التي تحويها الجامعة، نختتم اليوم التجربة الأولى من التظاهرة، ونطلب من طلبتنا تحضير أنفسهم للطبعات المقبلة، والأخذ بتوصيات لجنة التحكيم". 

وسلمت خلال حفل الاختتام إلى جانب سيرتا الذهبية، أربع (4) جوائز جاء ترتيبها كالآتي، الفضية عادت إلى سارة بوخاري، من سطيف عن عرضها "القرار"، البرونزية فازت بها فاطمة كارلاف من عين الباي عن عرضها الحامل عنوان "تحيا الجزائر"، أما محمد شعيب من عين تموشنت فافتك جائزة لجنة التحكيم، عن عرضة الموسوم "بلا عقل"، لتسلم جائزة الجمهور إلى عرض "الممثل"، الذي قدمه الطالب  محمد الصديق عكال، من سطيف. وهذا إضافة إلى ثلاث (3) جوائز تشجيعية تسلمها كل من نور الهدى محجوبي عن عرضها "بنت لاسيتي"، أكرم بلفراق تشجيعا لعرضه "زينوبة"، وعرض "جزائريون"، للطالب جلال نجاع، من باتنة.

إلى جانب اللوحة الفنية التي حملت عنوان "موزاييك" وقدمها طلبة الجامعة، آمال قندوز، عبد القادر صديقي، عبد القادر الأخضري، وطالبة من النيجر، وصممها المدير الفني لسيرتا شو، الفنان توفيق مزعاش، تابع الحضور عرض"لالة والسي"، لمخرجه، سفيان عطية. 

وتخلل الاختتام، مجموعة من التكريمات، جاء على رأسها الفنان الكبير، نور الدين بشكري، ضيف شرف الطبعة التونسي، خالد بوزيد، الفنان طاهر سفير، وعميدة  كلية الفنون والثقافة بعين الباي، ماشطي شريفة، إلى جانب عدد من ممثلي مديريات الخدمات الجامعية لكل من ميلة، عين الباي والخروب بقسنطينة، المدية، سطيف الهضاب، سطيف شبه الطبي، الجزائر وسط، وعين تموشنت.

 

توصيات لجنة التحكيم 

أشادت لجنة تحكيم مسابقة سيرتا شو،  التي يرأسها الفنان، جمال قرمي، وتتكون من الأعضاء، عنتر هلال، فتحي كافي، عبد الله حملاوي، مقرر اللجنة، رابح هوادف، بالمستوى العام لهذه الدورة، وثمّنت الحضور النوعي لجيل واعد من الشباب المحب للركح والعاشق للجمال، كما نوهت بحسن التنظيم وكرم الضيافة، ودعت إلى توخي جدية أكبر في التحضير للأعمال برسم قادم الدورات، وذكّرت بأنّ الفن رسالة، ما يستوجب تحضير المتنافسين لعروضهم، وعدم السقوط في فخاخ الارتجال والبريكولاج والاستعراض، كما تحث على استبعاد نمط الحكي والانتصار لروح الفعل الدرامي، وانتقدت اللجنة الفقر في المواضيع داعية إلى الاستعانة بأخصائيين يتولون تأطير العروض وجعل الأعمال تتكئ على روح الدراسة والبحث، وتقوم على التدقيق والتحيين بعيدا عن الاستعجال والاعتباطية.

كما حثت على توسيع الورشات والمحاضرات إلى تربصات ممتدة في الزمن وأوسع نطاقا، منبهة إلى حتمية عدم استنساخ النصوص والمواضيع واجترار النكت المستهلكة.

واستهجنت اللجنة في توصياتها، جنوح بعض المتسابقين إلى سبّ الدين وتوظيف البذاءات والسوقية، منتقدة اندفاع البعض نحو السخرية من الخلق، والتغني بتكريس النظرة المادية وتسويق متناقضات وأفكار مغلوطة، داعية إلى تنويع المواضيع وتكثيف القيم والدلالات والتعابير في العمل الواحد.

ومن جهة أخرى، حيت اللجنة شجاعة طلبة لم يستفيدوا من أي تكوين وقدّموا أعمالا تسترعي الاهتمام، مشيدة بحضور العنصر النسوي، داعية القائمين على الجامعات لفتح أبواب التكوين المسرحي على مدار أيام السنة، ووجوب التفات المشتغلين في المسارح إلى أفكار الجيل الجديد في تحديد الطبوع وإنتاج العروض.

وكان بدء تحضير عروض دورة 2017 من الآن، من بين التوصيات التي اقترحت على المنظمين الاحتكام إلى تصفيات جهوية للارتفاع أكثر بمستوى النهائيات عبر عروض منتقاة، داعية إلى توزيع العروض المتميزة عبر الأحياء الجامعية الوطنية، حاثة الأساتذة والطلبة على مواكبة الحركة المسرحية والاشتغال على المنجز الركحي الراهن بما فيه فن وان مان شو، والأكاديميين على ترجيح كفة الدراسات التطبيقية للأعمال المسرحية الآنية على التنظير.

س. ع

 

من نفس القسم الثقافي