الثقافي
رقية بن مسعود حرفية عصامية من تمنراست بأنامل مبدعة
تقدم إكسسوارات عصرية ببصمة تقليدية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 نوفمبر 2016
منذ طفولتها تقوم بإنتاج أعمال فنية انطلاقا من مواد أولية مسترجعة، إنها الحرفية العصامية رقية بن مسعود من تمنراست التي استطاعت بموهبتها وإصرارها من أن تقدم إبداعات ذات قيم جمالية ورمزية، بملابسها الإفريقية التقليدية وببعض إكسسواراتها التي أجادت أناملها في إنجازها تبدو هذه الفنانة السمراء ذات الخامسة والثلاثين ربيعا متعددة المواهب بما تقدمه من معروضات وتحف تقليدية.
حلي وإكسسوارات بلمسات إفريقية وأثاث أنيق من إطارات السيارات وبكرات أسلاك الهاتف وأحذية قديمة أعيد تغليفها للزينة وزرابي من بقايا سعف النخيل هي من بين الأعمال الفنية التي استطاعت هذه الفنانة الشابة إنجازها باحترافية عالية، ولعل من أهم ما يبرز من هذه الإبداعات تلك القلادات والأساور والأقراط التي اعتمدت في إنتاجها على القماش الإفريقي المعروف في المنطقة باسم "الطنفة" بما يميزه من ألوان باهية وأشكال ورموز إفريقية وهي قطع مميزة وعملية موجهة أساسا للنساء والفتيات.
ويعود اهتمام رقية بن مسعود بفن الاسترجاع إلى سنوات الطفولة لما كانت تقلد والدتها وخالاتها في بعض الأعمال اليدوية المنزلية قبل أن يتحول اهتمامها هذا إلى هواية وإبداع وها هي اليوم تنتج تحفا رائعة انطلاقا من مواد بسيطة تعجب النظار.
وما يميز مسار هذه الفنانة الهاوية -التي تدرس اللغة الإنجليزية بإحدى متوسطات تمنراست-أنها أسست في 2013 ناديا أخضر بمؤسستها التربوية يضم حوالي الأربعين تلميذا يتعلمون مختلف أشغال الاسترجاع على غرار تحويل القارورات البلاستيكية إلى أشكال للحيوانات والأكياس إلى زهور وإطارات السيارات إلى أصص كبيرة للنباتات وفقا للفنانة.
وتتأسف الفنانة في سياق كلامها لـ"عدم بروز" هذا الفن بشكل أكبر سواء في تمنراست أو بقية مناطق الجزائر مرجعة السبب في هذا لـ"قلة الاهتمام به" وكذا "عدم تنظيم معارض" محلية حوله رغم أهميته من الناحية الفنية والتعليمية والبيئية كما تقول.
وتأمل رقية بن مسعود -التي تشارك حاليا بإبداعاتها في الطبعة السابعة للمهرجان الوطني إبداعات المرأة التي يحتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة إلى غاية 29 نوفمبر الجاري-بفتح ورشة "يوما ما" تغنيها عن سؤال الحرفيين الآخرين وتنمي من خلالها مواهبها وتكون منصة أيضا لتعليم حقيقي لفن الاسترجاع لفائدة الأطفال والشباب.
ف. س