الثقافي

مستغانمي: وسائل التواصل الاجتماعي أعادت للقارئ سلطته

بررت سبب غياب أعمالها الأدبية الجديدة للأوضاع الراهنة التي تعيشها الأوطان العربية

 

قالت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، خلال استضافتها بمعرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 35، عشية أمس أول إن معرض الشارقة أضاف لنا عيدا جديدا، وجعل الكتاب غنيمة يعود بها القارئ مسرورا إلى بيته، وأوضحت الكاتبة الجزائرية المغتربة، أن القارئ ينتظر معرض الشارقة بكل شغف، حيث إن الشارقة جعلت الكتاب ضرورة حياتية ووسيلة لبناء وطن مثقف، فالشارقة إمارة تنازلت عن سلطتها للكتاب، وحكم عليها الكتاب بالولع المؤبد، فجعلها الكتاب حالة ضوئية، وجعلت المواطن متحضرا.

وأضافت وفق الصحافة العربية أن وسائل التواصل الاجتماعي أعادت للقارئ سلطته، وكذب من قال بأن الإعلام من الممكن أن يصنع مجد الكاتب، لافتة إلى أنها عندما تكتب نصا سياسيا تتوقف كثيرا، لإحساسها بأنها تائهة مثل باقي العرب، ولا تجد جوابا عن الأسئلة التي يمكن أن تطرحها.

وأشارت أحلام مستغانمي، إلى أن أبطال الروايات بالمعنى التقليدي ماتوا، وأن الأطفال الذين يقطعون المسافات الطويلة بسبب الحصول على الطعام، هم الذين سيصبحون أبطالا، حتى أن الروائيين أنفسهم ما عادوا روائيين، فالشباب الذين ضحوا بحياتهم من أجل أوطانهم هو الأكثر إبداعا.

وأضافت أحلام مستغانمي، لقد كتبت "ذاكرة الجسد" عندما فقدت الوطن، فعندما نفقد حبيبا نكتب قصيدة، وعندما نفقد وطنا نكتب رواية، فكل من غادروا أوطانهم أصبحوا روائيين، مضيفة أن التواصل مع القراء عبر صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي جعلني أستمع لهم.

ووسط اهتمام الحضور المنجذب إلى حديثها الذي دغدغ مشاعرهم أضافت مستغانمي موضحة " لا أعرف عملا أكثر جرأة من إقدام المرء على نشر كتاب . فالمبدع الحقيقي كائن مرعوب بحكم أحساسه الدائم بأن كتبه ستعيش بعده . و ان كل ورقة يخطها و يرضى أن يراها مطبوعة في كتاب هي ورقة يلعب بها قدرة الابي و سيحاسب عليها كأنه لم يكتب سواها ".

و تطرقت إلى ما نسيت فلوبير عمله  فلوبيرحين كان يقضي اياما كاملة في صياغة و اعادة صياغة صفحة واحدة . لتكشف لأي سبب غابت كتاباتها " ليس لهدا السبب وحده لم أصدر مند أربعة سنوات رواية , بل أيضا لأنني أقف على الرمال المتحركة  لعالم يتغير كل يوم, مشتتة , مترددة , أبداء نصا عاطفيا,  و لا أجرؤ على نشره و الناس يموتون , و أكتب نصا سياسيا و أتوقف أكثر من مرة أثناء كتابته ".

ووصفت حالها كملايين العرب باقول " أنا تائهة , لا اعرف لي وجهة أمضي صوبها , فكيف أقود  اليها قرائي . لم أجد ما يختصر تيهنا  , و أسئلتنا المضنية  , و ما تركه  لنا  الشاعر العراقي  الراحل سركون بولص, عنوانا لديوانه  " الوصل إلى مدينة أين " . فهل من يخبرني أين توجد مدينة أين ؟ التي نحن نحوها ماضون , لا أعرف أين أمضي بمراكبي الورقية

 " .

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي