الثقافي
ارزقي فراد يشرح موقف أبو القاسم سعد الله من الأمازيغية
في كتاب صدر عن منشورات الحبر بصالون الجزائر الدولي للكتاب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 نوفمبر 2016
صدر عن منشورات الحبر كتاب للدكتور محمد ارزقي فراد عنوانه "المؤرخ أبو القاسم سعد الله والأمازيغية : من الإجحاف إلى الإنصاف "٬ وتناول المؤلف في هذا الكتاب موقف المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله من القضية الأمازيغية٬ حيث يرى أن سعد الله رفض في البداية الاعتراف باللغة الأمازيغية كمكون أساسي في الشخصية الجزائرية ثم غير موقفه واعترف بالأمازيغية حين دعا سنة
1994 إلى إنشاء مجمع علمي لترقيتها وتطويرها بكيفية تنسجم مع سياقها التاريخي المرتبط بوعاء الحضارة العربية الاسلامية.
اشار الدكتور محمد ارزقي فراد الى ان من بين الاسباب التي دفعت الأستاذ أبو القاسم سعد الله إلى عدم الاعتراف بالأمازيغية مكونا أساسيا في الشخصية الجزائرية يعود الى ايمانه بمشروع القومية العربية٬ ويعتقد الكاتب أن سعد الله كان يرى الشخصية الجزائرية
تشكلت واكتملت بفضل الفتح الاسلامي وليس قبل تلك الفترة٬ ويستعرض المؤلف مختلف المقالات التي تناول من خلالها الدكتور أبو القاسم سعد الله موقفه الرافض للأمازيغية٬ كانتقاده لنشاط مركز "كراب" المختص في الدراسات ما قبل التاريخ والانثروبولوجيا الذي
كان يشرف عليه الاستاذ مولود معمري منذ سنة ٬1969 واعتبر سعدالله ان الجهود العلمية الرامية الى اعادة الاعتبار للفترات التاريخية ما قبل الفتح الإسلامي مجرد نبش في التاريخ وانه يعيدنا إلى عهد القبيلة٬ كما انتقد أبو القاسم سعد الله حسب ما ذكره الباحث محمد ارزقي فراد المتمسكين برمزية يوغرطة الملك الأمازيغي الذي حارب الرومان ومات في سجنهم واعتبر ان عقبة بن نافع فاتح شمال إفريقيا أفضل منه.
يشير الباحث محمد ارزقي فراد الى ان الموقف الذي طبع بداية مسار ابو القاسم سعدالله كان ذاتيا ولم يتحل بالموضوعية كمؤرخ٬ كما أشار إلى أن السبب الثاني الذي كان وراء عدم اعتراف سعدالله بالأمازيغية يكمن في توظيف الاستعمار للقضية الأمازيغية٬ بالإضافة إلى أن دفاع التيار الفرانكفوني عن الثقافة الامازيغية بطريقة تصادمية مع الثقافة العربية الإسلامية قد أثر سلبا على موقف ابو القاسم .
يضيف الباحث ارزقي فراد أن الدكتور أبو القاسم سعدالله غير موقفه بعد عدة سنوات٬ وقال أن تواصله المباشر مع الثقافة الأمازيغية في سياق أبحاثة الأكاديمية٬ وأن اهتمام أبو القاسم في إطار إعداده لكتاب لتاريخ الجزائر الثقافي بمنطقة زواوة٬ واطلاعه على تراث أمازيغي مرتبط بالحضارة العربية الإسلامية٬ دفعه لتغيير رأيه٬ وقال محمد ارزقي فراد "جاء اعتراف المؤرخ ابو القاسم سعدالله الصريح بالمكون الأمازيغي للشخصية الجزائرية من خلال مقاله الموسوم "هيئة مغاربية للغة البربرية "٬ حيث دعا الحكومات المغاربية الى التكفل بالقضية الأمازيغية حتى لا تتلاعب بها الأيادي الأجنبية مستقبلا.
أورد الباحث محمد ارزقي فراد في المحور الثاني من الكتاب نصوص أبو القاسم سعدالله المتعلقة بموقفه من القضية الأمازيغية أن دراسة اللغة العربية ولهجاتها كانت قائمة عند الفرنسيين مند بداية الاحتلال لحاجتهم في فهم الشعب الجزائري٬ اما دراسة البربرية ولهجاتها فقد جاءت لما سمي بالسياسة الفرنسية البربرية وهي السياسة التي قامت على تبعيد السكان عن بعضهم وتقسيمهم الى بربر وعرب وأقلية وأغلبية٬ ويتطرق أبو القاسم سعدالله للأبحاث التي رافقت تلك السياسة الاستعمارية والتي بدأت مع بحوث العقيد كاريت في الأربعينات من القرن الماضي ثم توسع فيها وعمقها الدكتور وارنييه في الستينات ثم واصلها كميل صابتييه خلال الثمانينات والتسعينات٬ وقد تبنتها إدارة الشؤون الاهلية والكنيسة.
ف. س