الثقافي

إيدوي بلينال: تحديات الإعلام اليوم مرهونة بحرية المؤسسات وتخلصها من الريع الاشهاري

دعا الشباب إلى إعادة اختراع العالم

يعتبر إيدوي بلينال من أهم الإعلاميين الفرنسيين٬ وهو مؤسس جريدة التحريات الشهيرة ميديا بارت الالكترونية٬ كان له لقاء مع الجمهور الجزائري في منصة ضمن البرنامج الأدبي المرافق لـ " سيلا 21 "، خصصت له للنقاش في قضايا الساعة لاسيما المتعلقة بالإعلام ورهاناته٬ وكذا القضايا الجيو استراتيجية الراهنة، في زمن يجابه الإعلام أزمات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية٬ يعتبر ايديوي بلينال من أوائل المبادرين لإعادة تأسيس تقاليد إعلامية جديدة بعد تجربة عريقة في رئاسة تحرير جريدة لوموند الفرنسية٬ وتقديم نموذج اقتصادي خاصة بها وذلك من خلال تجربة ميديا بارت التي تعتمد على السبق الصحفي والتحريات المفصلة والدقيقة في ملفات ساخنة تعنى بمسائل سياسية واقتصادية في فرنسا٬ ليستقطب عددا مهما من المشتركين تجاوز حسب بلينال نسب قراءة أكبر الجرائد الفرنسية ويتحول إلى منافس شرس.

يعتبر ايديوي بلينال أن تحديات الإعلام اليوم مرهونة بحرية المؤسسات وتخلصها من الريع الاشهاري الذي من شأنه أن يتحكم في خطها  الافتتاحي٬  ومن ديكتاتورية  أرباب  العمل  والساسة.  فالمؤسسات  الإعلامية  يجب  أن  تربح  رهانها  في  تعرية  الواقع  ومعالجة المعلومة بموضوعية للدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية لعل أهمها في الوضع الحالي متعلقة باللاجئين٬ والذهنيات الاستقصائية.

ويقول بلينال أن ميديا بارت أعطت الكلمة لعديد الشخصيات دون استثناء للتعبير بحرية عن أفكارها وقول المسكوت عنه بكسر الطابوهات.

إيدوي بلينال تحدث كذلك عن تجربته الشخصية في الإعلام٬ والأفكار اليسارية التي تشبع بها ونضاله كإنساني من أجل تحقيق قيم العدالة وهو ما ركز عليه طيلة عمله الصحفي٬ معتبرا أن فترة طفولته في الجزائر في الفترة مابين 1965 و 1970 كان لها الفضل في ذلك " كانت الجزائر آنذاك مكة الثوار٬ تستقطب المناضلين والمقاومين من كل حدب٬ من الموزمبيق٬ أنغولا٬ فلسطين وبلاك بانتر من أمريكا...أعتقد أنه بالنسبة لشخص مثلي تأثر بأفكار شي غيفارا٬ هناك ذكريات كثيرة ستبقى راسخة عن النضال ووعي المواطن تجاه القضايا العادلة للشعب الجزائري".

وفي سياق يشهد فيه العالم تغييرات جذرية سيما على الخارطة الجيوستراتيجية٬ يرى بلينال أن هذا العام يشهد فترة " تداخل ثقافي" من الواجب  استثماره  في دعم العلاقات  وتبادل الأفكار  والتجارب "العالم اليوم مرهون بالأزمة الاقتصادية٬ مهدد بكوارث إيكولوجية٬ والثورات التكنولوجية٬ كذلك التحديات الديمقراطية وواجب حماية الحضارات الماضية. وفي مواجهة كل هذا٬ فإن الشباب غير مجبر لإتباع خطى من سبقوهم٬ عليهم تثمين التبادل وجعل كل هذه المسائل مادة ثرية٬ تعطي نفسا جديدا للحاضر و تمنح أفاقا للمستقبل".

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي