الثقافي

الناقد التونسي عيسى جابلي يدعو المبدعين العرب للكتابة عن الإنسانية

خلال ندوة ناقشت " المتخلف والمؤتلف في السرد العربي "

تطرق الكاتب والباحث التونسي عيسى جابلي خلال ندوات" سيلا 21 " التي تنظم على هامش صالون الجزائر الدولي للكتاب، إلى قضية الكتابة عند العرب، حيث دعا الناقد الكتاب إلى ضرورة تسليط الضوء على الإنسانية، وقال خلال ندوة ناقشت موضوع الاختلاف وأوجه التشابه في النثر العربي٬ وردا على سؤال حول إن كان المنجز النثري العربي قد حقق هذا الاختلاف بالتأكيد على أن هنالك أسماء مهمة قدمت إضافة للمكتبة العالمية للرواية ولكن لماذا يطغى مثلا اسم نجيب محفوظ بحكم حصوله على جائزة نوبل٬ ولكن هناك الكثير لا يعتقد أن هذه الجائزة وجوائز أخرى تحدد المقياس الذي يحدد الناجح من غيره فهناك أسماء هامة مهمة٬ وهنا أذكر- يضيف الكاتب-، إبراهيم الكوني الذي قدم تجربة هامة تمتد إلى أكثر من أربعين عاما٬ لكن اسمه بقي خافتا عربيا وعالميا مقارنة بنجيب محفوظ ربما لأنه ينتمي إلى الثقافة المهزومة٬ مثل كل العرب فنحن للأسف ننتمي لثقافة المهزوم  ّ والأمر من هذا أننا نحن أنفسنا صدقنا هذا الأمر ومازلنا نعيش هذه الكذبة٬ متى سنؤمن بان لنا تجارب مختلفة عن الآخرين؟. عندما نمتلك ذواتنا ونطرد ذلك الوهم الذي فرض علينا أو فرضناه على أنفسنا وحين نطرده سنجد أصواتا مختلفة تصنع الإبداع المختلف عن غيره.

وفي رده على سؤال حول التجربة العربية فيما يتعلق بالربيع العربي٬ ورأيه في كون الكتاب العرب انجروا وراء الكتابة في الموضوع دون وجود فكرة الاختلاف بين ما قدمه هؤلاء بالقول إن الكاتب ليس معزولا عن واقعه٬ اليوم أهم سردية نعيشها هي الربيع العربي التي كانت مختلفة من بلد لآخر٬ غير أنني ضد تناول ظاهرة الربيع العربي في الوقت الحالي على الأقل. ربما على المبدع أن يتريث وهذا الخطأ وقع فيه إبراهيم الكوني عندما كتب رواية"فرسان الأحلام القتيلة" وهي الرواية التي ماتت في المهد٬ حيث انه ّ تسرع في كتابتها فذهبت الأحداث إلى ما لم يتصوره إبراهيم الكوني فكانت أفشل رواية كتبها.

ولدى سؤاله حول كيف يمكن للكاتب العربي الخروج من ورطة الكتابة الاستعجالية، قال إنه على المبدع أن يكتب ما هو إنساني٬ صحيح أن عليه أن يلتقط ما هو تفصيل وما هو يومي وما يمس ذواتنا في لحظة من اللحظات لكن أن أتناول سرديا حدثا لم يكتمل بعد فهذا استعجال٬ لأننا مثلا لا يمكننا الجزم أن ما حدث في الوطن العربي هو ربيع٬ وعليه اعتقد أن توجه الأنظار إلى حدث بعينه سيولد موجة عابرة وتنتهي بمرور ذلك الحدث.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي