الثقافي
السايح: الكاتب هو من يملك مشروع واع
أكد على أهمية النفس الشعري ولمسته الجمالية عند المبدعين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 أكتوبر 2016
أكد الكاتب والروائي لحبيب السايح، أن الكاتب الحقيقي هو من يملك مشروعا يشتغل عليه بوعي٬ ويبنيه بلغة راقية٬ لها خلفيتها المتأتية من تجارب خاصة٬ وأوضح الكاتب خلال مداخلة له ضمن فضاء" منصة الكاتب "، التي تقام ضمن البرنامج الأدبي المرافق لصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 21 المقامة بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة إلى غاية 5 نوفمبر الداخل، أنه بنا رصيده على حفظ القرآن وولعه بالشعر الجاهلي والعباسي.
وذكر الحبيب السايح٬ في المداخلة التي أقيمت أمس أول أن النفس الشعري ولمسته الجمالية ضرورية لكل كاتب٬ وأضاف في معرض حديثه عن روايته "زمن النمرود" أن الموهبة تتلاشى مع الزمن٬ لكن مخزون الذاكرة يدوم٬ والنص الروائي يجب أن يبنى على عنصر التوثيق حتى يرسخ. وأوضح السايح أن "زمن النمرود" ُكتبت في البداية باللغة الفصحى٬ وقال "هذا الخيار خلق عندي انطباعا بقتل الروح الريفية للمنطقة التي تدور بها الأحداث٬ لذا لجأت إلى ما يسمى باللغة الثالثة تنزل بالأسلوب إلى مستوى أقل٬ لا هو بفصيح ولا عامي٬ وأعطيت لنفسي حق استعمال بعد الصياغات".
أما عن رواية "تلك المحبة"٬ أوضح الكاتب أنه اشتغل على نصه لأربع سنوات٬ وفكرتها جاءت بعد استقراره بمدينة أدرار٬ حيث ذهل بهندسة قصورها الترابية٬ حياة وموت واحاتها٬ ومياهها الجوفية٬ كل هذا حسبه دفعه للتأمل وبناء أزمنة وأمكنة لها شخوصها٬ توجت برواية يقال عنها أحيانا أنها صعبة المنال للغتها٬ وأفكارها.
مصادرة رواية "زمن النمرود" كانت ذكرى لا تنسى لدى الحبيب السايح٬ حيث استطرد قائلا "ليلة الـ 08 أوت 1985 لن أنساها٬ فيها حاصرت مجموعة من الشباب المهيج بيتي٬ انتقاما من روايتي التي تناولت مدينتي التي تخلت عن تمدنها وذابت في التريف٬
هؤلاء و ِظفوا فقط لأنني تناولت كل الأمراض القبلية٬ التي نخرت منطقةً كانت الانتخابات فيها تحسم على أساس قبلي محض".
في أخر رواياته "كولونيل زبربر"٬ كشف الحبيب السايح أنه خلال محاولته تتبع خطى المؤرخين٬ وجد تغاض عن بعض المراحل والقضايا٬ لذا عمل على تصوير هذا الفراغ في هذا العمل٬ وذلك بوضع بناء أدبي٬ حول منطقة زبربر التي شهدت أعنف المعارك ضد الاستعمار الفرنسي٬ وأدمى الحوادث خلال العشرية السوداء٬ ما يفرض حسبه التأمل في الواقعتين ومحاولة الربط بينهما.
فريدة. س