الثقافي

الناشرون الجزائريون يراهنون على الأدب وكتاب الطبخ في "سيلا 21"

أجنحة المعرض عرفت إقبالا واسعا للزوار منذ أيامه الأولى رغم غلاء الأسعار

الكتاب الديني، اللغات والكتاب شبه المدرسي يصنعون الحدث

 

مع إعطاء إشارة انطلاق الطبعة الـ 21 من صالون الجزائر الدولي للكتاب المقام منذ الخميس الماضي بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، بدأ المئات من الزوار يتوافدون على أجنحة المعرضة سعيا من الكثيرين في الحصول على الكتب التي ينتظر هؤلاء هذه المناسبة لاقتنائها على اعتبار أن الجزائر تشهد نقصا كبيرا في مثل هذه التظاهرات على مدار السنة، وتقتصر التظاهرات المشابه للحدث على مهرجان الأدب وكتاب الشباب الذي يكون موجها لفئة معينة من الناشرين والزوار والمهتمين أيضا، فيما يبقى الصالون الوجهة الأولى لملاين الزوار طيلة أيام التظاهرة التي تزامنت هذه المرة مع عطلة الفاتح من شهر نوفمبر وعطلة مدرسية مرافقة لها ستسمح للأولياء والتلاميذ والأساتذة والباحثين والساسة باغتنامها لاقتناء بعض الأعمال التي تأتي من الضفة الأخرى، ويعود مع الأيام الأولى من " سيلا 21 "، الحديث عن الارتفاع الكبير في أسعار الكتب خاصة عند الناشرين العرب والأجانب ويوعز هؤلاء السبب إلى انخفاض قيمة الدينار الجزائري فيما يعد آخرون الجزائريين بحسومات وتخفيضات في الأسعار مع الأيام الأخيرة للتظاهرة.

تراهن غالبية دور النشر الجزائرية المشاركة في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 21 التي افتتحت أبوابها أمام الزائرين على الأعمال الأدبية وفي مختلف الأجناس الأدبية على اعتبار أن هذا النوع من الأعمال يعتبر المحرك الأساسي لعمل هذه المؤسسات التي تحظى بدعم وزارة الثقافة وتخصص ميزانية ضخمة سنويا لمثل هذه المشاريع، وبالرغم من ذلك تراهن منشورات أخرى على الكتاب الشبه مدرسي الذي يعتبر الواجهة رقم 2 عند الزوار الذين يقتنون الكتاب الديني وكتب الطبخ بكثرة فيما يغتنم آخرون التظاهرة لاقتناء الكتب الشبه مدرسية بأسعار معقولة مقارنة بما هو متاح في المكتبات، وقد حاولت "الرائد" أن ترصد أجواء الأيام الأولى من الصالون مع أهل الكار فكانت هذه آرائهم ورهاناتهم في الطبعة الـ 21 التي ستستمر إلى غاية 5 نوفمبر الداخل وتعرف مشاركة أكثر من 290 ناشرا جزائريا و671 عارضا أجنبيا من زهاء خمسين بلدا.

 

"أناب": تراهن على كتاب التاريخ، الرواية وأدب الأطفال بـ 773 عنوان منها 44 جديد

أكد المستشار الثقافي بالمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار "أناب" توفيق ومان في تقييمه لمشاركة المؤسسة في الطبعة الـ 21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بأن جناح المؤسسة الذي يعتبر الأضخم من بين الناشرين المشاركين في الطبعة الحالية بكونه جناح يضم إصدارات قيمة تتعلق بالتراث والتاريخ والأدب والإبداع بشكل عام، حيث تدعم الجناح في طبعة هذا العام بـ 44 إصدارا جديدا دخلت به" أناب " الطبعة الـ 21 من سيلا وهو رقم كبير مقارنة بالناشرين والمؤسسات المشاركة في طبعة هذا العام، وأوضح محدثنا بأن الرقم هذا لم يأتي من فراغ حيث حرصت المؤسسة والقائمين عليها طوال الأشهر الماضية على المساهمة في دعم الكتاب الجزائري من خلال عدد من البرامج التي أكدت اليوم جدية المبادرة حيث يحوز جناح الوكالة على 773 إصدار وهو رقم من الصعب تحقيقه دون وجود إرادة وعزيمة على إثبات التميز بين مختلف الناشرين ومهنيي الكتاب.

وفي رده على سؤالنا حول نوعية الكتب التي يراهن عليها الوكالة في هذه التظاهرة أشار ومان إلى أنها تنوعت بين كتب الأدب بمختلف فئاته إضافة إلى الاهتمام ورعاية ودعم كتاب الطفل الذي تعتبر" أناب  " من بين الناشرين القلائل في الجزائر الذين يهتمون بهذا النوع من الآداب، كما لم تفوت المؤسسة فرصة تسليط الضوء على الكتاب التاريخي الذي برزت فيه في السنوات الأخيرة وإن غابت المذكرات الجديدة عن إصدارات الوكالة في " سيلا 21 " فإن زوار الجناح سيجدون فيه أبرز المذكرات التي صدرت في السنوات الأخيرة من قبلهم والتي تعنى بكل ما له علاقة بالثورة التحريرية المباركة وأبطالها.

وأكد محدثنا في سياق متصل أن الكتب التي توفرها المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار متاحة باللغات الثلاثة العربية، الأمازيغية والفرنسية وهو ما يتيح للزائرين فرصة اقتناء أفضل الأعمال وباللغة التي يريد.

 

"فيسيرا": ترسخ الثقافة الشعبية في مؤلفات تعنى بالأدب والتراث والبحث

من جهته قال مسؤول دار نشر" فيسيرا" رمزي ومان في دردشة جمعتنا به أن مشاركة الدار في الطبعة الواحدة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب تعتبر مثمرة بالنظر إلى الحضور اللافت للزوار على أجنحة الدار منذ الساعات الأولى لافتتاح المعرض، وأوعز المتحدث ذلك إلى كون منشورات فيسيرا اعتادت على تقديم كتب متخصصة في كل ما له علاقة بالتراث الشعبي سواء في مجال الشعر أو البحوث والدراسات وهو الأمر الذي مكنها من أن تكون دار نشر رائدة في كل ما له علاقة بالأدب الشعبي.

وعن الأعمال التي شاركت فيها الدار في " سيلا 21 " قال المتحدث إن المنشورات تدعمت هذه السنة بـ 5 أعمال أدبية جديدة فيما يتواجد في جناح المنشورات 147 عمل تشارك به في هذه الدورة وهي أعمال جديدة لم يمر على إصدارها أكثر من 3 سنوات.

ويقدم جناح " فيسيرا " يوميا بيعا بالإهداء للكتاب والمبدعين الذين صدرت أعمالهم عندهم وذلك في محاولة لتكريس ثقافة البيع بالإهداء في الجزائر، والتي تتزامن بكثرة مع هذه التظاهرة، ويقول المتحدث عن هذه الخطوة بأنها نوع من الدعم يقدمه الناشر للكتاب من أجل البروز أكثر والاحتكاك بالقارئ وكذا الترويج للنصوص التي تم إنتاجها.

"الهدى": الرهان على الكتاب شبه مدرسي ودعم الكتاب الشباب

في حين يقول مصطفى غلاب مدير منشورات دار الهدى بأن هناك رهان كبير من قبل القائمين على المنشورات على معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته لهذا العام، وذلك بسبب وصول المعرض الآن مصاف المعارض التي تستقطب اهتمام مهنيي القطاع من كل أنحاء العالم كما أنه أصبح بوابة الناشرين الجزائريين والأجانب للاطلاع على السوق الوطنية للكتاب.

وأشار المتحدث في رده على سؤالنا حول الأعمال التي شاركت بها "دار الهوى " في "سيلا 21 " قال إن الجناح يشارك في هذه السنة بـ 36 عنوان جديد يضاف إلى عشرات العناوين الأخرى التي كانت حاضرة في طبعة العام الماضي، ويؤكد بأن نشاط الدار متنوع بين الكتب الموجهة للطفل إضافة إلى فئة الشباب دون أن ننسى الرهان على الكتاب شبه المدرسي الذي تراهن من خلاله هذه المؤسسة على أن تكون واحدة من أبرز الناشرين الجزائريين الذين يولون اهتماما للكتاب شبه مدرسي.

 

الكتاب الديني في الواجهة عند الناشرين العرب !!

وبعيدا عن الناشرين العرب، تواصل غالبية دور النشر العربية خاصة اللبنانية والمصرية على الكتاب الديني وكتب الثقافات والمعرفة وعلم الاجتماع، حيث يلاحظ الزائر لأجنحة المعرض بأن رهان هؤلاء الناشرين يختلف تماما عن الناشرين الجزائريين فقلة قليلة من الدور النشر العربية من تأتي بكتب الأدب عدا تلك المتخصصة كدار الآداب وناشرون والجمل والتي بالرغم من الأسعار المرتفعة التي تضعها على أسعار الكتب إلا أن الإقبال عليها يبقى مرتفعا من قبل المثقفين والأدباء والإعلاميين الذين يستغلون المناسبة للاطلاع على نتاج المبدعين العرب في الرواية، والآداب والدراسات.

حياة. س

من نفس القسم الثقافي