الثقافي
طبعة ثالثة من "مياه متصحرة" لحازم كمال الدين
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 أكتوبر 2016
صدرت حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع الطبعة الثالثة من رواية مياه متصحرة للروائي والمسرحي حازم كمال الدين وقد جاءت في 200 صفحة من القطع المتوسط. وزينت الغلاف لوحة الفنان البلجيكي Jan Fabre. كما صدرت نسخة جديدة من الرواية مترجمة إلى الهولندية، وهي الرواية التي صدرت طبعتها الثانية بعد دخولها ضمن القائمة العالمية للرواية العربية "البوكر العربية" لعام 2016 , وقد صدرت الطبعة الأولى عن دار فضاءات في الأردن 2015.
لا يكتب حازم كمال الدين ليمتعك بل ليستفزك ثم يسرب لك الامتاع شيئاً فشيئا بعد أن يطمئن إلى أنه استفزك بطرائقه السردية المتداخلة ورصده للصور المكتوبة سرداً وكأنه ممثل على خشبة المسرح سرقوا منه خشبته فاحتال ليولد تشكلا ممتعاً يمزج بين الرواية والمسرح فيجعلك تركض خلفه لعلك تجد لك مقعداً للراحة لكنك لن تستطيع المغادرة حتى لو تركك واقفاً، فهو يتقن فن الاحتفاظ بقارئه.
إنها رواية عابرة للطوائف تسائل اندحار العلمانية وتضعنا في تساؤل: هل تتحمل القوى العلمانية مسؤولية أو جزء من مسؤولية نكوص الشعوب وانتشار سرطان الطائفية الذي يبدو حتى الآن مستعص على الشفاء؟ هل تتحمل القوى العلمانية مسؤولية هزيمتها الذاتية المروعة واندحارها؟
بهذا المعنى تسلّط الرواية نقدا ساخرا لضمور القوى العلمانية التي التحق بعضها بالتركيبات الاجتماعية الجديدة في الوقت الذي تؤرخ فيه لعمليات تفكيك البنى الاجتماعية القديمة وإعادة تركيبها وفقا لما هو قابع في عتمة التاريخ.
الرواية مزيج من تقنيات انصهرت في بوتقة سردية واحدة: تقنيات الدراماتورغيا المسرحية، والسيناريو السينمائي، وفن القص الشفاهي العربي، وتقنية الكلاسور التشكيلية التي ابتكرها الفنان الفلاماني الهولندي يان فان آيك Jan Van Eyck في القرن الخامس عشر. أنّها "نموذج لأطروحات ما بعد الحداثة واختلاط الأنواع الأدبية وتمازجها لإنجاز بنية النص وهيئته ودلالاته." بحسب الناقد د. حاتم الصكر.
يعتمد معمار الرواية على ثلاثة أصوات أولهما للسينمائي المحلق داخل الحلزون أو النفق، وثانيهما صوته الذي يرى المستقبل بعد موته وثالثهما صوت جدّه البالغ من العمر نفس سنّه(!).صوت السينمائي المحلق داخل الحلزون سرد فاعل "زمن قراءة المتلقي للرواية"، وصوت السينمائي في الفجوات المنبثقة داخل الحلزون سرد إخباري "زمن المستقبل مفرداته الماضي والمستقبل"، وصوت جدّه سرد إخباري "زمن الماضي".
الوكالات