الثقافي
منصف بوزفور يكتب عن "المدارات الشرقية والاستشراق" في مؤلف جديد
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 أكتوبر 2016
يسلط الكاتب منصف بوزفور في عمله الموسوم بـ "المدارات الشرقية والاستشراق" الضوء على العلاقة التي تربط بين المجتمع الأوروبي والمجتمع الإسلامي، بمعنى أنه يجب رصد الحيثيات قبل فتح باب الاستشراق، إنها كيفيات عمل أنظمة إنتاج المعرفة الغربية بمناهجها ومدارسها وتوجّهاتها في تصورها للفكر العربي الإسلامي، وما أعار وما استعار، كما أن المؤلف عود إلى التاريخ العربي الإسلامي وما قدّمت الحضارة الإسلامية للعالم، وفي هذا الإطار ماذا قدّم الاستشراق والمستشرقون، وهل أنه إذا كان ذا بدايات معلومة، فما علاقته إذن بالحروب الصليبية والاستعمار.
هذه الدراسة الاستشرافية التي صدرت في إطار دعم من الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب وتطويرها، وبدعم من وزارة الثقافة، تتكون من ستة فصول هي على التوالي "حيثيات الاستشراق"، "الإسلام والمسيحية"، أما الفصل الثالث فركز المؤلف على تراث الإسلام، والصورة للتصوف وللإسلام الرسمي والإسلام الشعبي ورأيهم في القرآن كما رأى أندريه ميكيل، والشريعة كما طرحها توبي هوف.
وفي الفصل الرابع فقد ركّز الدارس على تصور المستشرقين للحضارة الإسلامية وعلى علوم العرب وفلسفتهم، أما الفصل الخامس فيقدم الكاتب صورة عن التاريخ وعلمه لدى المسلمين معتمدا على أفكار هاملتون جيب لهذا التاريخ وللمؤرخين، بحيث لم تفت الدارس أن يقدم ابن خلدون المؤرخ والاجتماعي الإسلامي ورأي المستشرقين فيه وفي صناعة البشر للتاريخ، وفي الفصل السادس والأخير فقد ركّز على العرب والتنوير كما يراه المستشرق الغربي.
ويرى الكاتب في عمله أنه منذ القرن الثامن عشر تبلور عنصران رئيسيان في العلاقة بين الشرق والغرب، الأول هو المعرفة الأوروبية المنظمة المتنامية بالشرق، وهي معرفة دعّمتها المواجهة الاستعمارية، كما دعّمها اهتمام واسع الانتشار بالأجنبي وغير العادي استغلّته علوم نامية مثل علم الأعراق والشعوب والتشريح المقارن وفقه اللغة والتاريخ.
وركز الدارس على نظرة ليفين في تطور الفكر الاجتماعي والسياسي الحديث في مصر، وعلى صورة الانتيليجنسيا المغاربية كما رآها فلاديمير ماكسيمنكو، وفي الأخير خلُص الدارس إلى أن ظاهرة الاستشراق ما كانت لتغيب بمدلولاتها عن الدارس العربي، فالاستشراق تخصص غربي لعلمه أن كل القضايا العرب كما يراها المستشرق.
ف. س