الثقافي

الرئيس بوتفليقة يدشن أوبرا الجزائر والأخيرة تحمل اسم الراحل بوعلام بسايح

يعتبر هذا القطب الثقافي أول دار أوبرا في المغرب العربي والخامسة عربيًا

 

 

قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس أول بتدشين أوبرا الجزائر التي تحمل اسم المرحوم بوعلام بسايح الدبلوماسي السابق ووزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الذي وافته المنية في 28 جويلية الأخير، ويضم هذا القطب الثقافي  الذي يعتبر أول دار أوبرا في المغرب العربي والخامسة عربيًا بعد دار الأوبرا المصرية والسورية، والأوبرا السلطانية في مسقط، وأوبرا دبي، وهي تتسع لـ1400 شخص وصالة تمرينات لرقص الباليه وقاعات لعزف البيانو ومكاتب، بالإضافة لموقفين للسيارات والعديد من المرافق الأخرى، وتتميز "الأوبرا" بتصميم عصري، وببهوها الرخامي الرحب وسلالمها الدائرية، كما أنها تضم طابقين واسعين جدًا سيتيحان للضيوف إمكانية المشاهدة الجيدة للعروض على الخشبة.

وجرى حفل التدشين بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة والوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة بالإضافة إلى فنانين وعائلة الفقيد، كما حضرت الحفل الرئيسة السابقة لجمهورية اندونيسيا ميغاواطي سوكارنوبوتري التي تقوم بزيارة صداقة إلى الجزائر، و بمدخل البهو الرئيسي للأوبرا الواقع في أولاد فايت (غرب العاصمة)، كشف الرئيس بوتفليقة عن اللوحة التدشينية لهذه المنشأة الثقافية، و زار رئيس الجمهورية مختلف مرافق الأوبرا التي تتربع على مساحة 35.000 متر مربع وتضم قاعة عروض وحفلات تتسع ل1.400 شخص و قاعات للتدريبات وتجهيزات استعراضات وسمعية بصرية وورشات فنية وغيرها من فضاءات الاستقبال، كما حضر رئيس الجمهورية لحفل سينفوني بقيادة المايسترو أمين قويدر.

ويعد الفقيد بوعلام بسايح المولود  في 1930 بالبيض رجل سياسي  أستاذ أدب سابقا ودكتور في الأدب و العلوم الانسانية و هو مجاهد. كان عضوا بالأمانة العامة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1959 إلى 1962، وبعد الاستقلال شغل منصب سفير بعدة عواصم أوروبية و عربية (برن والفاتيكان والقاهرة والكويت والرباط) قبل أن يصبح الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية في 1971، وفي 1979 دخل الحكومة حيث أشرف على عدة حقائب وزارية إذ عين على التوالي وزيرا للإعلام ووزيرا للبريد والاتصالات ووزيرا للثقافة قبل تعيينه على رأس وزارة الشؤون الخارجية عام 1988.

وبهذه الصفة، شارك بنشاط في اللجنة الثلاثية "الجزائر-المغرب-السعودية" التي أقرتها القمة العربية بالدار البيضاء في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان، وفي 1997 عين عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي قبل انتخابه رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بالغرفة الثانية للبرلمان.

وبعد أن شغل منصب سفير الجزائر في المغرب عين  في سبتمبر 2005 من قبل رئيس الجمهورية رئيسا للمجلس الدستوري، وبوعلام بسايح خلف عدة مؤلفات أدبية وتاريخية لاسيما حول الأمير عبد القادر. كما كتب سيناريو الفيلم التاريخي "ملحمة الشيخ بوعمامة" (1983). 

ويعد هذا الصرح الثقافي هبة من الصين للجزائر، والتي تمخضت عن الزيارة التي قادت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى دولة الصين في سنة 2006، وقد سبق أن وضع حجر أساس تشييد هذا المعلم الثقافي الجديد سنة 2012، ويقدر هذا المشروع الذي هو هبة من الصين للجزائر بـ 30 مليون أورو، وتشمل الهبة تكاليف دراسة المشروع والإنجاز والتجهيز التي تتكفل بها الشركة الصينية “مجموعة البناء لبيجين” - التي تعد من أهم شركات البناء في بلادها - حيث قامت بإنجاز ملعب بكين الشهير “عش العصفور” ومبنى “أوبرا بكين”، في حين قام الجانب الجزائري بإنجاز أشغال تهيئة الأرضية التي تتربع على مساحة 1800 متر مربع.

 مريم. ع

من نفس القسم الثقافي