الثقافي
"آن الأوان لاعتبار بن بولعيد المحرك الفعلي للثورة الجزائرية"
مؤلف جديد للفرنسي جاك سيمون يؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 سبتمبر 2016
صدر مؤخرا عن منشورات “لارماتان” الفرنسية، للمؤرخ الفرنسي “جاك سيمون” مؤلف جديد بعنوان “مصطفى بن بولعيد: محرك الثورة الجزائرية”، حيث أبرز الكاتب عبر 147 صفحة دور الشهيد كأحد أهم الفاعلين في تفجير الثورة التحريرية في نوفمبر 1954 واستعرض مواقف تنم عن حنكته السياسية.
اعتبر “جاك سيمون” الذي يشرف على مركز الأبحاث والدراسات حول الجزائر المعاصرة بباريس والمولود بالجزائر، أنه آن الأوان لاعتبار بن بولعيد المحرك الفعلي للثورة الجزائرية من أجل انتزاع الاستقلال وتأسيس الأمة الجزائرية.
كما أورد في مقدمة كتابه، حسب وكالة الأنباء الجزائرية: “لتأليف كتاب حول قائد الأوراس الذي سبق أن تطرق بإيجاز كبير إلى دوره في كتابه المعنون نوفمبر 1954”، مذكرا بمسار بطل الثورة التحريرية والمحيط الاجتماعي والجغرافي الذي نشأ فيه وساهم في تكوين شخصيته، واعتبر أن “شخصية بن بولعيد تبلورت كشخصية رجل ريفي يتمتع بدراية متميزة لتضاريس الأوراس”، وأبدى الكاتب إعجابه بهذا الشخصية بقوله “كان الرجل يحظى بالتقدير لجديته ونزاهته وتحفظه”.
ووصف المؤلف الذي كان من أنصار استقلال الجزائر، وهو طالب بباريس مصطفى بن بولعيد بـ “الرجل القوي المفتول العضلات صاحب الإرادة القوية”، وأضاف الكاتب أن “بن بولعيد أصبح معروفا ومحترما في منطقة الأوراس (...)، كما أنه كان مهتما بالوضع السياسي”.
اعتمد الكاتب على مصادر عديدة وشهادات ومواقف عزز بها طرحه ونظرته عن الشهيد البطل، منها أن محمد بلوزداد الذي كلفه حزب الشعب الجزائري بتنظيم فدرالية قسنطينة سنة 1946، هو الذي كان وراء انخراط مصطفى بن بولعيد في الحزب، فقد عاد الكاتب إلى البدايات الأولى لانخراط بن بولعيد في العمل المسجل من خلال المنظمة الخاصة، حيث ذكر أنه مع تأسيس المنظمة الخاصة كلّف بن بولعيد بوصفه مسؤول منطقة الأوراس، بتخزين الأسلحة المسترجعة في ميادين المعارك في ليبيا وتونس في مزرعته، وكذا البدلات العسكرية التي كانت تباع في أسواق الملابس البالية في باتنة.
ويضيف جاك سيمون أن بن بولعيد وفضلا عن نشاطاته السرية في إطار التحضير لحرب التحرير، أدى دورا اجتماعيا وسط جماهير منطقة الأوراس.
وقدم الكاتب صورة مقربة عن البطل القائد ودوره الرائد في التجنيد والتعبئة، وأوضح أن بن بولعيد كسياسي محنك وكمسؤول نبيه وصارم، كان يسوي الخلافات بين “الدواوير”، ويصلح ذات البين بين قبيلته وقبيلة بني سليمان اللتان كانتا على خصام، كما أنه نصب ضمن كل “مشتة” خلية تابعة لحزب ملحقة بقسمتي “أريس” و«فم الثوم”.
وأضاف أن هذا الدور سمح له بجمع “قدماء جنود الجيش الاستعماري وأعضاء المنظمة الخاصة والثوار التونسيين وأشخاص خرجوا عن القانون ممن بدأوا يهتمون بالسياسة في سنوات الخمسينيات.
وأبرز الكاتب “جاك سيمون” أن التزام بن بولعيد تجاه قضية تحرير الجزائر، تجلى أكثر حين رهن كل ممتلكاته لتمويل الثورة بعد أن افتقر حزب الشعب الجزائري للمال، يضيف. كما تطرق المؤلف إلى توقيف بن بولعيد ومحاكمته أمام المحكمة العسكرية بقسنطينة وفراره من السجن، في مرحلة انتشر مد الثورة التحريرية فيها إلى كامل التراب الجزائري، حيث ذكر بأن “فرار بن بولعيد وإعادة تشكيل ولاية الأوراس ومشروع تشكيل قيادة عامة لجيش التحرير الوطني، عززا موقفه كمحرك رئيسي للثورة الجزائرية”.
وقد استدل برسالة تركها القائد الثوري لسجانيه، مبرزا فيه أن “السلم والرفاه بالنسبة للشعب الجزائري يتمثلان في جمهورية جزائرية منتخبة بالتصويت العام دون أي تمييز عرقي أو ديني”.
مريم. ع