الثقافي

ميهوبي: لا بد من إعادة قطاع السينما لسابق عهده

كشف عن وجود مسعى لاستحداث موقع لأعلام الجزائر

 

 

دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، إلى تصنيف كل المعالم الأثرية والتاريخية التي تشكل جزء من الإرث المادي الذي تخر به الجزائر، حيث طالب مديريات الثقافة بإجراء إحصاء محلي وإدراج هذه المعالم ضمن القائمة الإحتياطية في إنتظار دراستها من قبل اللجنة المختصة والتي تجتمع بصفة دورية للقيام بتصنيف وطني لهذه المعالم، كما أكد المتحدث على الأولويات الملقاة على عاتق قطاع الثقافة في الوقت الراهن حيث قال بأنه مرتبط بمسعى إعادة الاعتبار لقطاع السينما.

قال عز الدين ميهوبي خلال زيارته التفقدية لولاية سيدي بلعباس أمس أول أن مصالحه الوزارة تضع ضمن أولوياتها العودة بالسينما إلى سابق عهدها من خلال إسترجاع قاعات السينما والتي يقارب عددها 80 قاعة قابلة للعرض على المستوى الوطني كخطوة أولى ومن ثم ترميمها وإستغلالها وفق ما يتماشى وطبيعتها الأصلية وكذا الشروع في توزيع وعرض الأفلام الجزائرية، كما سيتم تكوين مسيرين لهذه القاعات من أبناء المنطقة لخلق مناصب عمل دائمة ومتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك تسعى ذات المصالح إلى ترميم قاعات السينما بالمناطق الداخلية والإعتماد على إستثمارات خاصة في هذا المجال من خلال تقديم تنازلات للراغبين في الإستثمار مع إحترام دفاتر الشروط، حيث قال المتحدث في هذا الصدد إننا في الطريق السليم لإعادة السينما للمواطن وإعادة المواطن إلى قاعات السينما"، مع الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة والرقمية التي تسمح بعرض الأفلام بشكل آني عن طريق الأقمار الصناعية.

وعن رقمنة أرشيف السينما الجزائرية أكد ميهوبي على ضرورة الحفاظ على ذاكرة السينما الجزائرية حيث تمت رقمنة 14 فيلما هي جاهزة للعرض بحلة جديدة، ويجري حاليا رقمنة فيلم «تحيا يا ديدو» لمخرجه محمد زينات.

أما بخصوص موضوع حفظ التراث المادي والفني كشف الوزير عن إستحداث موقع جديد حول أعلام الجزائر عبر التاريخ من علماء، أدباء، كتاب، شعراء وغيرهم من الأعلام الوطنية، فضلا عن بوابة التراث الجزائري التي تم فتحها مؤخرا، وقال بأن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الثقافة الجزائرية هي مشكلة الحفظ مؤكدا «بأننا نملك ولا نحفظ»، وعن القصور التي تعتبر إرثا محليا بولاية سيدي بلعباس، أكد الوزير لدى إطلاعه على مشروع تهيئة قصر «ليون باستيد « أو كما يعرف بقصر نابوليون والذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1865، على ضرورة حماية هذه القصور التي تضفي على الولاية ميزة خاصة باعتبارها تحمل قيمة إجتماعية وتاريخية وتعد إرثا ماديا له أبعاد هامة.

ودعا الوزير في الصدد ذاته إلى إنشاء منظومة ثقافية متكاملة وإحتكاك حقيقي بين الفاعلين في الحياة الثقافية، أين تكون الأولوية في الإنتاج المسرحي للإقتباس من النصوص الجزائرية، وما يرافقها من تشجيع من خلال تمويل الأعمال المسرحية المقتبسة من نصوص محلية.

على صعيد آخر كشف وزير الثقافة عن الإبقاء على مهرجان أغنية الراي بولاية سيدي بلعباس حيث ستقام دورته في التوقيت الذي تختاره المحافظة الجديدة والتي يترأسها الفنان لطفي عطار، وأضاف أن المهرجان يعد وسيلة للحفاظ على الإرث اللامادي للمنطقة والتعريف به باعتبار أن سيدي بلعباس تعد مهدا لأغنية الراي، هذه الأخيرة التي تم إيداع طلب لمنظمة اليونسكو شهر مارس الماضي من أجل تصنيفها ضمن الغناء الشعبي الجزائري بعد النجاح العالمي الذي حققته، وهنا دعا الوزير كافة الناشطين في مجال هذا الطابع الغنائي إلى تهذيبه وجعله قريبا من الذائقة العامة والعائلة الجزائرية.

وأضاف أن الوزارة قامت بإعادة هيكلة المهرجانات، حيث تم تقليصها بنسبة تفوق 65 ٪، بسبب التكرار في بعض المهرجانات التي تستنزف أموالا كثيرة، وقد مست الهيكلة الجانب المالي، مراجعة التوقيت وعدد المشاركين وإيكالها لمحترفين ومختصين مع جعل بعضها الآخر دوريا كمهرجان الرقص الشعبي بسيدي بلعباس.

كما شدّد على ضرورة خلق توازن عبر الوطن من خلال جعل كل منطقة عاصمة لأحد الفنون كمستغانم مثلا عاصمة المسرح مع ترسيخ ثقافة الدفع ضمن رؤيا تهدف للنجاعة في تحقيق الثقافة النوعية خاصة وأن الثقافة أصبحت حقا يكفله الدستور.

 مريم. ع

من نفس القسم الثقافي