الثقافي
مذكرات لويزة إيغيل أحريز... شجاعة غير عادية لامرأة تعرضت للتعذيب
يعد شهادة تكاد تكون الوحيدة من قبل مجاهدة جزائرية تعرضت للتعذيب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 أوت 2016
تمت مؤخرا ترجمة مذكرات المناضلة والمجاهدة لويزة إيغيل أحريز إلى اللغة العربية، فالكثير منّا كان ينتظر أن تترجم هذه المذكرات لمجاهدة جزائرية واجهت المستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية و شاهدت أقبح أوجهه، و تحملت المسؤولية بكل شجاعة و بكل وقار و كرامة لتروي لنا تفاصيل تعذيبها، من قبل جلاّديها، والفضل يعود إلى دار النشر القصبة، التي أصدرت الكتاب مؤخرا.
إن كتاب " جزائرية" للويزة إيغيل أحريز. هو كتاب ليس عادي، حيث يعد شهادة تكاد تكون الوحيدة من قبل امرأة مجاهدة جزائرية تعرضت للتعذيب. هنا يجب الوقوف وقفة احترام و تقدير أمام شجاعة لويزة إيغيل أحريز، التي تمكنت من رواية و بأدق التفاصيل كيف تم تعذيبها.
من الصعب جدا أن يروي شخصا و يستذكر تلك المشاهد العنيفة و اللاإنسانية التي يتعرض لها شخصا عندما كان تحت أيادي جلاّديه و هو يعذب. استذكار آلة الكهرباء و استذكار الحوض المائي و المنشفة و الربط بالأسلاك الحديدية و غيرها من أساليب التعذيب التي مارسها المستعمر الفرنسي ضد الجزائريين، يعد بحد ذاته تعذيبا بسيكولوجيا، للأسف يبقى عالقا في ذاكرة الضحايا.
لا يمكن أن نعلم ذلك الضغط النفسي الرهيب الذي تعرضت له لويزة إيغيل أحريز لكي تستذكر تلك المشاهد. و لكنّها و بالرغم من كل الضغوط النفسية و الاجتماعية أيضا، إلاّ أنها منحت الجزائريين شهادتها حتى لا ينسوا التضحيات التي قدمها أسلافهم كي يتحرر الوطن من الاستعمار الفرنسي، و منحت البشرية شهادة تدين الاستعمار عموما و الاستعمار الفرنسي على الخصوص الذي يريد بعض المحنين إليه أن يمنحوه ما يصفونه بمازايا الاستعمار أو المهمة الحضارية.
إذ تقول لويزة إيغيل أحريز: " أنا أكتب اليوم لأذكر الناس أنه كانت ثمة حرب فظيعة ولم يكن من السهل علينا الوصول إلى نيل استقلالنا" وتضيف أيضا قائلة: " أتمنى أن يحفظ من قصتي هذه ويستخلص منها أنه يجب أن يصان الإنسان ذاتا كريمة كما خلقت، إذ لا يمكن لأي بشر أن يحقق غاياته مهما كانت، بالتعذيب وبالإذلال وبالإهانة. بكتابي هذا فأنا أديت واجب قول الحقيقة"
إن مذكرات لويزة إيغيل أحريز ليست شهادة تاريخية فسحب بل هي دليل على وحشية المستعمر الفرنسي و دليل على استعماله التعذيب ضد مناضلين سياسيين أرادوا أن تستقل بلادهم.
ف. س