الثقافي

الهاشمي عصاد يدعو لعدم التوقف عند الدراسات الأجنبية فيما يخص الثورة التحريرية

أكد على ضرورة إعادة الغوص في الوقائع التاريخية للجزائر

دعا الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية السيد الهاشمي عصاد المثقفين والباحثين المختصين إلى "إعادة الغوص في الوقائع التاريخية التي شهدتها الجزائر على مر العصور والأزمنة وعدم التوقف عند الدراسات الأجنبية" .

وأشار عصاد في افتتاح أشغال الملتقى الدولي "يوغرطة يواجه روما" الذي بادرت إلى تنظيمه ذات المحافظة بقصر الثقافة "عز الدين مجوبي" أمس أول إلى أنه "للأسف الشديد فإن القراءات ووجهات النظر الأجنبية والمستشرقة ما زالت مهيمنة على الأبحاث التاريخية المنجزة حول المنطقة" .

وذكر ذات المتحدث بأن هذا الملتقى الذي يتزامن مع إحياء الذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد هو "استلهام لخصال المقاومة والتمسك بوحدة الأرض التي عرف بها يوغرطة وجده ماسينيسا" مبرزا بأن هذه الخصال كانت "مصدر إلهام للثورة التحريرية المباركة ضد الاستعمار الفرنسي" .

وأضاف المتحدث بأن هذا الملتقى الذي "يدرس شخصية بربرية هامة هي يوغرطة أو يوغرطن التي تعني تغلب عليهم والذي قاد مقاومة باسلة ل7 سنوات ضد روما العظيمة -يسعى لأن يكون مصدر اعتزاز للأجيال الصاعدة بتاريخها العظيم" .

وقد تطرق جل المتدخلين في اليوم الأول من أشغال الملتقى إلى دراسة كتاب "حرب يوغرطة" للكاتب الروماني ساليستوس الذي يعتبر مصدرا أساسيا لتأريخ حرب يوغرطة ضد الرومان مشيرين إلى جملة من النقائص الموجودة بهذا المصدر والتي تحط من قيمته كمصدر تاريخي يليق بمكانة وشخصية يوغرطة، وفي هذا السياق أشار الدكتور محمد الهادي حارش أستاذ التاريخ والحضارات القديمة بجامعة الجزائر العاصمة والمنسق العلمي لذات الملتقى إلى الأسباب الكامنة وراء كتابة ساليستوس لحرب يوغرطة والتي تتعلق حسبه- بضراوة وشدة المقاومة التي أداها يوغرطة ضد الرومان وثاني الأسباب أنه حاول جعل موضوع الحرب "مطية" لمهاجمة النبلاء بعدما صار ضدهم عامة الناس في العديد من المناسبات.

وفي مداخلته بعنوان "المعجم الفني" في كتاب ساليستوس دائما اعتبر من جهته الأستاذ أحمد حابس من قسم اللغة والآداب بجامعة عنابة بأن هذا الكتاب هو كتابة أدبية أكثر منها تاريخية مقسما الكتاب إلى ما اعتبره " 6 حقول" تتعلق بالجانب العائلي ليوغرطة والحكم والسلطة والجاه والسياسة والحرب والأسماء والأماكن والقيم الإنسانية في الحرب التي خاضها "يوغرطة النوميدي الجزائري" ضد الرومان.

أما أستاذ التاريخ بجامعة مالاغا بإسبانيا فارجيلو اينامورادو مارتيناز فقد ركز على الحضور البربري الكبير في إسبانيا وخاصة بمنطقة الأندلس من خلال مداخلته بعنوان "دراسة تاريخية للبربر في السياق اليوغرطي" مشيرا في هذا السياق إلى الحرب التي قادها يوغرطة تحت لواء المملكة الرومانية في معركة "نومانس" (134-133 قبل الميلاد) بإسبانيا والتي كان فيها على رأس فرقة من الفرسان النوميديين التي تحارب تحت لواء الجيش الروماني، وقال ذات المحاضر "بدون بربر لا وجود لتاريخ الأندلس" مشيرا إلى وجود عمل يقوم به هو شخصيا رفقة مجموعة من الباحثين حول "مشروع بطاقة للقبائل البربرية" الموجودة بإسبانيا .

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي