الثقافي

"التمثلات الثقافية في الخطاب الأدبي المغاربي" محور ملتقى دولي بتيزي وزو

ينظم بجامعة "مولود معمري"

ينظم مخبر التمثلات الفكرية والثقافية بجامعة مولود معمري، تيزي وزو، مؤتمرا دوليا حول “التمثلات الثقافية في الخطاب الأدبي المغاربي”.. ولم يتبقّ سوى أسبوعان أمام الباحثين الراغبين في المشاركة في هذا المؤتمر الدولي، ويتطرق المؤتمر إلى مساءلة المثقف للواقع وإشكالية علاقته بالسلطة في البلدان المغاربية.

تطرح إشكالية هذا المؤتمر، الذي يستضيفه قسم اللّغة العربية وآدابها بكلية اللغات والآداب بتيزي وزو، مساءلة المثقف للواقع في البلدان المغاربية وإشكالية علاقته بالسلطة من حيث توقه للقيام بدور الريادة والتنوير والسعي إلى خلق مجالات تعبيرية أفضل. كما أن المنع أو الحظر من الأمور التي كرّست ممارسة إبداعية تولد عنها إما الإذعان أو التمرد، وكما خلقت لنفسها فضاء لممارسة سلطتها من خلال النصوص الإبداعية فتحدث في الأدب الانقلابات السياسية والإطاحة بالحكم وتنصيب الديمقراطيات أو الديكتاتوريات الوهمية.

يهدف الملتقى إلى فتح النقاش حول هذه القضايا في إطار الملتقى المغاربي الأول الذي ينظمه مخبر التمثلات الثقافية والفكرية يومي 13 و12 ديسمبر من المقبل، وذلك في إطار جملة من المحاور التوجيهية غير الحصرية، أولها “الخطاب الأدبي المغاربي وثنائية المحلي / العالمي”، وثانيها “اللّغات وسؤال الهوية في الخطاب الأدبي المغاربي”، وثالثها “قضايا الأدب ما بعد الكولونيالي”، ورابعها “المثقف وتمثل السلطة في الخطاب الأدبي”.. أما المحور الخامس فهو “التراث الشعبي في الخطاب الأدبي المغاربي”، والمحور السادس والأخير هو “تمثل المرجعيات الثقافية في الخطاب الأدبي المغاربي”.

بما أن البلدان المغاربية قد شكلت بحكم موقعها الجغرافي همزة وصل بين المشرق والمغرب، فقد عبّر مبدعوها عن وعي الانتماء إلى ثقافة متميّزة مع محاولة التعبير عن تواجد متعدد الروافد، الأمر الذي “نتجت عنه رغبة في وصف الذات في انتمائها المحلي وفي توقها للعالمية تكريسا لحُلم الشهرة والتوّسع، ولقد كان الأدب خير تجل لهذا الانتقال من المحلية إلى العالمية وما أسماء مثل آسيا جبار والطاهر بن جلون وعبد الوهاب المدب وغيرهم إلاّ نماذج لممارسات خطابية أدبية تسعى إلى جعل الكتابة فعلا ذاتيا وعالميا في آن واحد”.

كما يبنى هذا المؤتمر إشكاليته على أساس كون الأدب يعدّ “تمثيلا للواقع من حيث الدلالات الرمزية التي يحدد بها معطياته وينقلها في شكل صور”، والخطاب الأدبي ينطوي على “تمثلات فكرية وثقافية تنمّ عن وعي بالمسار الثقافي للمجتمع وعن الموقف من القضايا التي تحركه في اتجاه أو آخر”.

من هذا المنطلق، يسعى الملتقى إلى مساءلة الأدب المغاربي في مختلف أجناسه وفي علاقاته بالفضاء الثقافي والحضاري الذي ينتمي إليه وعن كيفية تمثيله لأبعاد هويته ومكوّناتها وعن طريقة تكفّلِه بنتاج التاريخ الفكري المغاربي، بهدف الوقوف على العناصر التي يقوم عليها تمثيله للذات المغاربية في تميزها عن ذوات أخرى.

من جهة أخرى، يشكّل مفهوم الغيرية مرتكزا معرفيا في بلورة منظومة الصور والتفاعل مع الآخر، الأمر الذي مارسته الذات المغاربية المبدعة بقوة في خطابها الأدبي، باعتمادها منطلقات مرجعية تُحيل إلى الفضاء الثقافي المغاربي بكل صراعاته وتناقضاته، ولعلّ أهم تجلّياتها هي ثقافة الإتباع التي تجد مصدرها فيما عرفته المجتمعات المغاربية لفترات طويلة في ظل التواجد الاستعماري.. وهو ما يحيل إلى “هوية الأدب المغاربي بما يسمح له أن يُسجّل حضوره عالميا متجاوزا للحدود الجغرافية والحضارية”، وفي هذا الصدد، ترسم العولمة إطارا جديدا لتفاعل الهويات الثقافية، حيث يكون أكبر تحد لهذا الأدب هو “التعريف بذاته لفرض الاعتراف به، الأمر الذي لا يتأتى إلاّ بتثمين عناصر خصوصياته والقيم التي يُدافع عنها، وفي ذلك تجسيد للتموقع إزاء الآخر”.

أما التراث الشعبي، فهو أهم مصدر استلهمت منه الذات المبدعة مقوّماتها، فقد مثل التراث الشعبي الفولكلوري العربي والأمازيغي مرجعا ثقافيّا في الخطاب الأدبي المغاربي الحديث والمعاصر.

هذا التراث الذي كان يوصف بأنه خرافات العجائز، صار حقلا يبحر فيه الأديب بحثا عن حفرياته ليُحوّلها إلى رموز مُمثّلة لتنوّع ثقافات المغرب وهوّياته حينا، ولصراعاتها وتشقّقاتها حينا آخر. ويمكن أن نلمح المرجعيات الثقافيّة في الأدب المغاربي الحديث والمعاصر في بعض الأسماء والعناوين التي استخدمت في الرواية والمسرح والشعر كرموز تراثية: “حزام الغولة”، “لونجا والغول”، “هابيل”، “شهرزاد”، “السندباد”، “لخضر حمروش”، “فاجعة الليلة السابعة بعد الألف”، “الجازية والدراويش”، “عيون الجازية”، “اللاز”، “العلامة".

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي