الثقافي

واسيني الأعرج: "العرب.. حرب المائة سنة"

أثناء تطرقه للوضع العام الذي تعيشه أغلب الدول العربية

قال واسيني الأعرج: "لن تكون داعش إلا الصورة البشعة المتخيلة في الأعماق التي نرفض رؤيتها وهي مترسبة بقوة فينا ثمرة لسلسلة من التشكلات يلعب فيها الدين الضيق والهزائم المتراكمة الدور الحاسم".

وأوضح واسيني أن هذا التنظيم "أصبح جزءا مهما من المخيال الذي تأسس عليه نظام التفكير في المنطقة العربية والإسلامية باستثناء إسلام آسيا الذي سلك طريقا اقتصاديا آخر جعل جزءه الآسيوي يندمج ضمن نموذج المنطقة"، مضيفا أن "آلة التمزيق الحادة التي نزلت بعنف على الخرائط العربية فمزقتها شر تمزيق، ليست الخرائط التقليدية التي مزقت الأرض ولكن خرائط الروح التي أحرقت الدولة الوطنية وعوضتها بدولة الاثنيات والأعراق والطوائف، ورسمت أمامها الحدود الزئبقية، ودفعت بها إلى التقاتل الدائم".

وأكد واسيني الأعرج قائلا أن: "اليوم، وإن تغيرت الأسماء، أصبح لكل بلد دواعشه التي جعلتها الحروب الأمريكية الأوروبية تتسع، ولإسرائيل دواعشها وقتلتها لابتذال الثورة الفلسطينية وثوارها ولأوروبا دواعشها المتعددون الذين أذلوا العربي في كل الأمكنة حتى صارت تسوق صورة بدائية عن العربي والمسلم، وللعرب أيضا دواعشهم لخوض حروب التقتيل ضد بلدان عربية أخرى، فالعالم الذي كنا نعرفه لم يعد موجودا، ويقين الأشياء انتفى، وبعدها أصبح كل شيء مجازا، بما في ذلك ابتذال الموت بحيث لم تعد روح العربي تعني الكثير، فمن العادي جدا أن يموت 300 عراقي في تفجير واحد، ولا حدث أن تباد قرى في اليمن الحزين، وأكثر من العادي أن يموت 700 سوري في أقل من أسبوع في حلب وحدها، وكأن الأمر لا يهم أحدا، فلا ملحقات حقوق الإنسان تعمل باتجاه الخير، ولا الضمير الدولي، ولا القوى العظمى التي لا تتحرك إلا للحفاظ على مكاسبها الاقتصادية في حرب مجنونة".

وأسوأ من هذا كله، أن الكل يركض لتسليح الكل والدفع من الخلف بهذه المجموعة أو بتلك، تارة باسم التوازن، وتارة باسم الثورة، وأخرى باسم المقاومة".

وخلص واسيني الأعرج إلى طرح سؤال: "من منح السلاح الكيمياوي ومن موله؟ يمكن تتبع مسار السلاح للوصول إلى البائع والممول. ولكن من يقوم بذلك؟ لا أحد"، مضيفا يبدو أن تدمير سوريا والعالم العربي، تتحكم فيه مسبقات يتم تصنيعها، وأن حرب المائة سنة قد بدأت حيث لا أفق إلا الخراب الكلي والدمار الشامل".

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي