الثقافي

مواقع التوصل الاجتماعي .. الفيس بوك والشخصية المزدوجة ...؟

 

بات الانفتاح الذي سيطر على مبتنيات الأمة العربية واحدًا من أهم معالم تخلفها وليس تقدمها، فالبلدان المتطورة تبحث عن ما هو جديد لفائدتها بينما البلدان المتخلفة تبحث عن ما هو جديد لقضاء وقت فراغها بفراغ آخر، وشاهدنا بعض التحولات السريعة في الوضع التكنولوجي وماله من أبعاد فعلية أن يجسد واقع نتج عنه تقدم خطوة وتأخر خطوات ،هذا هو الواقع العربي وللأسف الشديد، واليوم في واقعنا الجزائري الجديد ،أيضا ظهرت بعض من هذه الملامح وكان آخرها وأهمها ما أنتجه الفيس بوك ،من ظهور واختفاء فدائما ما يؤسس الممل التكنولوجي  حالة من التواجد الفعلي لمجتمع افتراضي يريد الكل أن يدخل إليه وبمختلف جنسياتهم وأعمارهم، وهذا الأمر حدد محددات فعلية كان أهمها ازدواج الشخصية ، إذ ان البعض يعمل على أن يكون في داخل هذا العالم الافتراضي ولكن باسم مستعار، وهذا لو سلمنا هذا الأمر للنساء فلا مانع منه لضرورات أخلاقية تقيدية عرفية شرعية ، ولكن أن لا يكون هذا سبة التصيد بالماء العكر ، بل لابد أن تصادق تلك النسوة صديقات فقط ، لا تذهب إلى أكثر من ذلك فتعمل على شد الرجال الذين بدورهم يتمنون هذا الدور بصورة أو بأخرى ، ولأنه متنفس غير مراقب لا من الأهل ولا من الأصدقاء ، بل هو متنفس مغلوق ، وهذا الأمر أيضا يخص الرجال الذين وللأسف الشديد يتستروا بأسماء وهمية أيضا وبصور لا تمت لهم بصلة ، بدعوى خوفا من مجهول، هؤلاء مصابون بفوبيا الآخر لا يستطيعون المواجهة فهم دائما خلف الأسوار لم ولن يقفزوا السور لأنهم غير قادرين على ذلك ، نقص الاستعداد ونقص الارادة ، وعدم امكانية المواجهة الحقيقية تعمل على أن يبقى هؤلاء مجهولون عند الآخر وهذا لب الازدواجية ، يريد أن يقول الحقيقة ليس على لسانه ولكن على لسان الوجه الآخر المتخفي من خلاله وهذه هي النقمة الكبرى التي لا يمكن وضعها في ميزان البحث الحقيقي ، بل في ميزان البحث الخيالي المؤطر بإطارات التكوينات البعيدة عن خلق مجتمع متواصل يعمل عمله من أجل إنجاح المجتمع بكليته ، فتجد أيضا بعض الشخصيات تتكلم بأكثر من لسان ، وأكثر من وجه لأن القيود ساقطة عنده ، وهو غير مكشوف للعيان فيتكلم بحرية تامة ، مما يسبب الارباك للآخر اللا موضوعي ، الذي لا يستطيع التفريق بين الصادق والكاذب ولا يمكنه الاعتراض على مجتمع الافتراض.

بقلم: أ. لخضر بن يوسف 

 

من نفس القسم الثقافي