الثقافي

" التنوير" تصدر رواية " سنة الراديو " للبنانية رينيه الحايك

على الرف

 

صدر مؤخراً عن دار التنوير للنشر، رواية بعنوان «سنة الراديو» للكاتبة اللبنانية رينيه الحايك، وتسرد فيها تفاصيل يومية لسنة من حياة شابة في العشرينيات من العمر، تلك السنة التي تحل فيها كضيفة في أحد البرامج الإذاعية لتقدم نصائح للأهل حول كيفية التعامل مع أولادهم، ومن هنا تكتسب الرواية اسمها.

تدور الرّواية حول يارا، الفتاة العشرينيّة الرّافضة لأي نمط اجتماعي يستتبع التزامًا ما، وعملها سنة في الراديو كمرشدة نفسيّة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التواصل الاجتماعي. الرواية بأكملها وصفٌ ليوميّات يارا، ومحاولتها تمضية الوقتِ حتّى آخر اليوم، وكأنّ في ذلك خلاصٌ ما يلبث أن يتبدّد مع بداية يومٍ جديد. يارا من نوعيّة الشخصيّات الجميلة أدبيًا، لكنّها قد لا تكون كذلك على أرض الواقع، مثل "هولدن كولفيلد" بطل "الحارس في حقل الشوفان".

لا أحداث كبيرة إذاً، ولا حكاية أو حبكة تدور حولها الأحداث. في كل روايات «الحايك» نحن أمام سلسلة كبيرة من التفاصيل اليومية الصغيرة، التي تشكّل حياة الشخصية / الشخصيات الرئيسية في العمل، وفي هذه الرواية تذهب الكاتبة إلى الأقصى في أسلوبها ذاك، فتتعمد إهمال الحكاية أكثر، وإعطاء اليوميات الأهمية كلها.

الثيمة الأبرز الموجودة في الرواية هى كشف العلاقات الإنسانية، والنبش فيها، و«الحايك» بارعة في الغوص هناك، تلك منطقتها التي تكتب من أجل كشفها.

ومن أجواء رواية «سنة الراديو» نقرأ:

ما أحبّه في هذا المقهى أنّه لقاء فنجان واحد من القهوة أستطيع أن أمكث ساعات. أخرج من البيت ما إن أنهض من نومي. ما عاد أبي يسألني إلى أين أنا ذاهبة أو متى أعود. يعلم أنني سأدمدم: «لا أعرف». حاول هو وأمي بعد الحادث أن يزيدا من الضغط عليّ بالقول: «ألم يكفك ما حصل لنا بسبب استهتارك؟». لا أفهم أيّ منطق يجعلهما دائماً ضحية. في صغري كنت أحبّ كل القصص التي يكون فيها البطل إمّا يتيماً أو يهرب من منزل أهله.

رينيه الحايك روائية لبنانية، ولدت في جنوب لبنان ودرست الفلسفة في الجامعة اللبنانية. لها مجموعتان قصصيتان: «بورتريه للنسيان»، و«بيوت المساء». وتسع روايات: «شتاء مهجور»، «البئر والسماء»، «العابر»، «بلاد الثلوج»، «بيروت 2002»، «أيام باريس»، «صلاة من أجل العائلة»، «حياة قصيرة»، «رسالة من كندا»، و«سنة الراديو». وصلت اثنتان من رواياتها إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2009 و2010.

الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي