الثقافي
" قنديل البحر " و"ذكرياتنا " أفلام جزائرية قصيرة تحاكي الواقع برؤية سينمائية خاصة
يتنافسان على جائزة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 جولية 2016
تم أمسية أول أمس بمتحف السينما لوهران عرض فيلمين جزائريين قصيرين في إطار الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وهما "قنديل البحر" لدميان أونوريه و"ذكرياتنا" لوليد بن يحيى وفريد نوي، ويشترك العملان المختلفين في الموضوع والنوع في التركيبة المالية المستقلة.
وأبرز وليد بن يحيى على هامش العرض أن فيلم "ذكرياتنا" الذي يدوم 30 دقيقة من إخراج مشترك لمخرجين شابين من سطيف قد كلف مبلغ 200 ألف دج، وقد تم جمع المبلغ من عند "محسنين" يدعمون السينما والثقافة وفق ذات المتحدث مضيفا أن أشخاص آخرين قد ساعدوا بالمعدات أو بالعمل التطوعي بالإضافة إلى سلطات المدينة التي ضمنت إيواء الممثلين وسهلت جميع الإجراءات الإدارية (رخصة التصوير...)، ونفس الأمر تقريبا بالنسبة ل"قنديل البحر" الذي يعد الفيلم الخيالي الأول للمخرج الجزائري دميان اونوريه الذي مثل الجزائر في الطبعة ال 48 لمهرجان "كان"، وقد اشترك ثلاثة منتجين لكي يرى هذا الفيلم الذي يدوم 40 دقيقة النور وهم "ميديا كورب" و"بانغ-بانغ" و"مونيمونتال" الذين سخروا وسائلهم المالية، ولم يطلب المنتجون المساعدة المالية من وزارة الثقافة التي وافقت على ذلك إلا في مرحلة ما بعد الإنتاج (التركيب والتأثيرات الخاصة وغيرها) كما أشير إليه.
وقد جاء فيلم "قنديل البحر" من معاينة استعجالية حول وضع العالم والمجتمع المتسم بالحرمان والعنف إزاء المرأة خصوصا، "لقد كان من المستعجل إذا إنتاج الفيلم دون المرور على اللجان حيث يتعين الانتظار كثيرا" حسبما أوضح دميان اونوريه على هامش عرض فيلمه.
ويروي هذا الفيلم القصير قصة "نفيسة" وهي أم شابة تعرضت إلى اعتداء حتى الموت على شاطئ وهو الدور الذي أدته ببراعة عديلة بن ديمراد. وتعود نفيسة التي عنفت وقتلت وترمز إلى المرأة المقهورة من أجل الانتقام بعد أن تحولت إلى وحش بحري يستهدف المعتدين عليه دون سواهم.
ومن الحقيقة إلى الخيال يحاول كل من دميان اونوريه وعديلة بن ديمراد (التي شاركت أيضا في كتابة الفيلم) وصف وضع المرأة في المجتمعات التي تشهد التمييز على أساس الجنس والاضطهاد ضد المرأة. ويعد الجزء الخاص بانتقام المرأة الأبرز في هذا العمل على الصعيد التقني حيث استعملت تأثيرات خاصة وعلى الصعيد السردي (خروج المرأة من موقع الضحية لتأخذ ثأرها ممن اعتدى عليها واضطهدها". ولم يدم هذا الانتقام طويلا حيث تم القبض عليها بواسطة فخ نصبه زوجها ويموت الوحش البحري مرة ثانية وهذه المرة بترحيب من الجميع معتبرين إياها المذنبة. "كيفما كان الحال فإن المرأة هي وحدها المذنبة والوحيدة التي يجب لومها" كما يبدو الفيلم إبرازه.
أما الفيلم "ذكرياتنا" فيتناول الواقع من خلال مصير أب أسرة فقد عائلته في حادث فيلتقي عقله ورشده وابنته التي نجت من الحادث، إنها قصة مؤثرة للقاء في موقف للحافلة لرجل متشرد بفتاة الشابة تنسى حقيبتها اليدوية مع صورتها بداخلها وجميع ذكرياتها.
كما تم عرض أيضا أربعة أفلام قصيرة أخرى خلال هذه الحصة الأولى وهي "غصرة" للمخرج التونسي جميل النجار و"ومع روحك" للبناني كريم الرحباني و"نهار العيد" للمغربي رشيد الوالي و "حار جاف صيفا" للمصري شريف البنداري.