الثقافي
سليمة مليزي: جيل الثمانينيات أبدع في تسليط الضوء على القضايا التي عاشها الإنسان العربي
قالت إن المرأة الأديبة والمبدعة في الجزائر تعاني التهميش والاقصاء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 جولية 2016
قالت الشاعرة، سليمة مليزي، إن "مسار المشهد الأدبي في الجزائر كبير وحافل بالإنجازات الفكرية لكبار الكتاب والعلماء الجزائريين، وخاصة بعد التحدي الذي لعبته جمعية علماء المسلمين من أجل استرجاع الهوية الوطنية العربية، والتي ولدت حركة أدبية نشيطة واكبت مختلف الأحداث التي مرت بها الجزائر وحققت العلاقة الجدلية القائمة بين الأدب والواقع".
وأوضحت الشاعرة أن "هذه المرحلة شهدت ثلاثة اتجاهات رئيسية هي: الاتجاه الإصلاحي المحافظ، مثّله على الخصوص الشاعر محمد العيد آل خليفة، الاتجاه الوجداني ومثله الشعراء أمثال رمضان حمود ومبارك جلواح والشهيدان عبد الكريم العقون والربيع بوشامة، الاتجاه الثوري وبطله مفدي زكريا صاحب ديوان اللهب المقدس، وإلياذة الجزائر"، مضيفة أن "حتى الكتاب باللغة الفرنسية ساهموا في هذه المعركة كشهيد اللغة العربية مالك حداد (1927، 1978) الذي أقسم بعد الاستقلال ألا يكتب بلغة ليست لغته".
وأضافت المتحدثة أن "جيل الثمانينيات أبدع في أدبه على غرار الروائي الكبير واسيني الأعرج بأسلوبه القوي الملهم لقضايا عاشها الإنسان العربي والروائية الكبيرة أحلام مستغانمي التي ملكت قلوب الملايين بأسلوبها العاطفي، والروائية فضيلة الفاروق والروائي عبد العزيز غرمول، والأديبة الكبيرة زهور ونيسي، والشاعر الكبير عميد الشعراء محمد بلقاسم خمار الذي تعلمت على يده فنون الأدب والصحافة واعتبره أبي الروحي في الإبداع والشاعر سليمان جوادي، ومحمد جربوعة والأديبة والشاعرة أم سهام، والروائية ربيعة جلطي والشاعرة زينب الأعوج والأديبة نوارة لحرش..".
وعن العوائق التي تتلقاها المبدعة الجزائرية، قالت إن "المرأة الأديبة والمبدعة في الجزائر تعاني التهميش وسيطرة الأدب الذكوري وإن كنت لا أحب هذا التصنيف، فحرب المرأة ضد دكتاتورية الرجل ما تزال قائمة وتزداد شدتها مع تراجع التربية والفهم الخاطئ للدين الإسلامي والتطرف والتخلف الذي استولى على عقل الرجل العربي، وأفقده بوصلة الحنين واحترام المرأة التي قادت معركة الحياة بجانبه، المرأة التي كرمته بهذه الحياة، ولقد صارت القصيدة المتنفس القوي للتعبير عن ألم الأنثى والصراخ بملء جوارحها لرفض ما تلقاه من تهميش وظلم المجتمع الذكوري وتعسفه في العالم العربي"، مردفة أن "للأسف نرى أن هناك تراجعا كبيرا في حرية المرأة العربية المسلمة بسبب الفهم الخاطئ للدين والتطرف والتخلف الذي اجتاح فكر الرجل العربي حتى صار ينظر إلى المرأة على أنّها عورة وأنّها ناقصة عقل، لكن الجزائر تجاوزت هذه المشكلة وصارت المرأة عنصرا فاعلا في كل الميادين".
وشددت، المتحدثة، على أهمية المثقف في مكافحة الطائفية والفكر الإرهابي، حيث أن "رأي الكاتب صار أهم من الداعية الإسلامي الذي ربما ساهم في زرع الحقد والتطرف وزرع الفتنة بين الإخوة والعائلات بسبب التطرف الديني، على الكاتب أن يتحرك وبقوة من أجل إصلاح الفكر العربي وتغيير المفاهيم الخاطئة وتصحيح التاريخ، فالأديب والفنان التشكيلي استطاعا أن يؤرخا حقبة معينة من تاريخ أمته، لذلك يجب في الوقت الراهن أن ينهض بالأمة العربية التي شهد لها التاريخ بأنّها أعظم حضارة خدمت الإنسانية بمختلف العلوم".
وعن وضع المبدع الجزائري قالت "أصبح للأديب والكاتب حرية للنشر والطبع بفضل تنامي عدد دور النشر الخاصة، والجرائد المستقلة والقنوات الفضائية التي فتحت له المجال لينشر ويعبر عن نفسه بكل حرية، وفي شبكة التواصل الاجتماعي والتكنولوجيات الحديثة التي جعلت العالم قرية صغيرة وفتحت المجال للكاتب الجزائري كغيره من كتاب العالم وأتاحت فرص النشر لكل المبدعين، رغم غياب الرقابة ولجان القراءة التي تقيم الأعمال الأدبية".
وعن القيود التي تفرض على المرأة باسم الإسلام والعرف، ردت الشاعرة أن "الإسلام كرّم المرأة والمرأة العربية التي قادت دولا ويشهد لها التاريخ كالملكة زنوبيا وبلقيس وفي الجزائر الملكة الأمازيغية، ديهيا "الكاهنة" التي حكمت المغرب العربي الكبير من ليبيا إلى المغرب الأقصى، وشهد لها المؤرخ ابن خلدون بقوله "ديهيا فارسة الأمازيغ التي لم يأت بمثلها زمان، كانت تركب حصانا وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاح لتدافع عن أرض أجدادها"، فالمرأة العربية أثبتت شجاعتها في الدفاع عن الحرية والوطن في وقت كانت النساء الأوربيات مضطهدات لا يعتبرن بشرا".