الثقافي
"مكتبة في كل مقهى" مبادرة حولت مقاهي تقرت إلى فضاءات ثقافية
أكد من خلالها المبدعين استعدادهم للمساهمة في صنع مشهد ثقافي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 جولية 2016
افتتحت مؤخرا بمدينة تقرت المكتبة الثالثة ضمن مشروع "مكتبة في كل مقهى"، الذي يقوده الشاعر محمد الأخضر السعدواي وثلة من مثقفي المدينة بعد مقهيين اثنين احدهما بمدينة تقرت والثاني ببلدة عمر، لتضاف إلى إحدى اكبر المبادرات لتشجيع القراءة التي دأب سعدواي ورفاقه على تنظيمها تحت شعار" اقرأ كتابا وخذه هدية ".
ويقول الشاعر محمد الأخضر سعداوي إن هذه المبادرة تهدف إلى الوصول إلى فئات جديدة من الجمهور وتقديم مختلف النشاطات ضمن مسعى جمع مبدعي المنطقة وتعريفهم ببعضهم وتعريف الجمهور بهم، والكشف عن مواهب جديدة وإعطائها الفرصة للظهور داعيا الجميع إلى الانخراط في هذه الحملة التي تحاول تأثيث مقاهي المدينة بما تيسر من كتب وجعلها فضاء ثقافية مؤكدا نية إقامة نشاطات دورية بالتنسيق مع أصحاب المقاهي، مضيفا أن هذه المبادرة لقيت ترحيبا محليا كبيرا وساهمت حسبه في اكتشاف مواهب كانت مغمورة ولم يكن نشاط القاعات يستهويها، إضافة إلى أنها استطاعت لم شمل المبدعين بمختلف تخصصاتهم في المدينة وإيجاد إطار يجمعهم كما ساهمت في إيصال النشاط الثقافي الى فئات جديدة من المجتمع.
وأضاف سعداوي أنه تفاجأ بالإقبال والترحيب الذي لقيته الفكرة حيث توافد أصحاب المقاهي للاتصال بالمجموعة لاحتضان عدد من اعداد المقهى وهو ما شجعنا على المضي قدما في المبادرة ": نحن مستمرون في التنقل بين مقهي الولاية ، في بلدياتها وقراها التي لم يعرف بعضها أي نشاط ثقافي منذ سنين ، نتنقل بسياراتنا ، وبإمكاناتنا البسيطة لكن بحب كبير والتفاف متزايد من المبدعين والجمهور يوما بعد يوم نحن في العدد الرابع من المقهى الادبي.
• من هاجس مبدع إلى مشروع ثقافي
ويكشف سعداوي أن المشروع لم يكن أكثر من فكرة وهاجس ثقافي لدى بعض مثقفي المدينة ليتحول فيما بعد إلى مبادرة لإيجاد فضاء ثقافي للقاء الأصدقاء المبدعين والفنانين، ثم تكفل الأصدقاء بالاتصال بصاحب احد المقاهي الذي رحب بالفكرة وقام بتحضير خزانة زجاجية خاصة بالكتب وبعدها تنقل فريق المقهى الأدبي إلى المقهى وقدمنا عددا من النشاطات وسط حضور غفير ، وفي الأخير شرعنا في تعمير المكتبة وأعلنا انه بإمكان الزبون قراءة كتاب على وجه الإعارة إثناء جلوسه بالمقهى" ويضيف سعداوي "عندما نجلس في المقهى عادة ما يتكفل احدنا بــ"ـالقهاوي" تطوعا ، تشجيعا لصاحب المقهى وتخفيفا عنه ، أما الكتب فكل حاضر منا يتبرع طوعا أيضا بما يقدر من كتب ويتنازل عنها للمقهى وزبائن المقهى" وبخصوص تقييمه للمبادرة قال سعداوي إن الأمر سابق لأوانه مكتفيا بالتأكيد على وجود مؤشرات ايجابية ويكفي اعطاء المقهى صورة أكثر ايجابية وإبعاده عن الصورة النمطية،خصوصا وان المنطقة تحتضن الاف الجامعيين ورجال الفكر والثقافة والفن ، لكن غياب مرافق ثقافية عطّل مسارها الثقافي يضيف المتحدث ذاته.
• مقهى "شيحاني" : من هنا بدأت الحكاية
ككل المشاريع الكبيرة بدأت الحكاية من حلم راود مبدعي المدينة العريقة تقرت يقول صاحب المبادرة " كنا نحلم بالانتقال بالنشاط الثقافي والفني إلى مقاهي المدينة للتواصل المباشر مع الجمهور الذي بات لا تستقطبه النشاطات في القاعات المغلقة التي تكتسي طابع الرسميات ، ويضيف متنهدا "منذ سنوات ونحن نحلم بالفكرة ، لكن انطلاقها الفعلي كان خلال لقاء لبعض الأصدقاء من إعلاميين ومبدعين وشباب بالمدينة في مقهى السيد بشير شيحاني رحمه الله الذي توفي منذ فترة والذي كان أحد الحالمين بتجسيد هذه الفكرة، وتم طرح الاقتراح بتنظيم العدد الأول من مقهى البهجة الفني والأدبي المقهى بنفسه تكريما للرجل الذي كان فتح مقهاه للمثقفين والمبدعين، التقى شعراء وكتاب وموسيقيون ورسامون، حيث قرأ الشاعر طارق ثابت من شعره بحضور الشاعرين محمد الأخضر سعداوي وعبد الحكيم علاوة، وأبدع الفنان التشكيلي معمر خلاوي في تجسيد عمل ترابي بساحة المقهى مهدى إلى روح الراحل صاحب المقهى ، فيما أبدعت أنامل الفنان الشاب أيوب فراجي بورتريه رائع للراحل أيضا ، كل ذلك بتوقيع الموسيقي ميهوب الأخضر وحضور نخبة من الإعلاميين والمبدعين وعموم الجمهور الذي اكتشف شيئا جديدا جعله يقبل على هذا الفضاء بشكل كبير وهو ما انجح المبادرة ودفعنا هذا النجاح يضيف سعداوي إلى الإصرار على مواصلتها وتطويرها ليأتي نجاح العدد الثاني فوق كل التوقعات حيث كان شارع الاستقلال التاريخي وبالضبط مقهى وزاني على موعد مع حدث تاريخي لنا شرف تنظيمه وإطلاقه وهو مبادرة :" مكتبة لكل مقهى بتقرت" إذ افتتحنا بعون الله ومساهمة الجميع مكتبة مطالعة ثابتة في المقهى " وهي خطوة -يضيف- للتحفيز على المطالعة، ولإعطاء المقهى طابعا طالما حلمنا به جميعا وهو أن يكون فضاء للتحاور الجاد والمطالعة والجلسة الهادئة المفيدة". لتكلل المبادرة بفتح ثاني المقاهي في رمضان وخلال بدائرة تماسين وبالضبط بلدية بلدة عمر حيث تم التنسيق المسبق مع شبان مهتمين بالعمل الثقافي بذات البلدية والذين استدعوا بدورهم عددا من مبدعي وموهوبي بلديتهم ، كانت الجلسة حميمية فنية ".
فريدة. س