الثقافي

الأوركسترا السيمفونية الجزائرية تسافر بالجزائريين إلى روائع التراث الجزائري والعالمي العريق

"في حفل فني احتفى بـ" المواهب الشابة

 

 

أحيت الأوركسترا السمفونية الوطنية سهرة الثلاثاء إلى الأربعاء حفلا موسيقيا ساهرا جمعت فيه بين أشهر معزوفات الموسيقى الكلاسيكية العالمية وأبرز روائع التراث الموسيقي الجزائري في ليلة تميز فيها فنانون شباب أبهروا الحضور بأدائهم الرائع على مختلف الآلات الموسيقية.

وتحت شعار "المواهب الشابة" افتتحت الأوركسترا بقيادة المايسترو أمين قويدر هذه السهرة -التي احتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا- بالعاصمة، بتقديم "افتتاحية غيوم تل" للموسيقار الإيطالي جيواكينو روسيني لتؤدي بعدها "ترافياتا- برنديزي" لمواطنه جيوسيبي فيردي مع مشاركة مميزة للسوبرانو أنيسة هجرسي والتينور عمارة حاج عيسى.

وكانت الفقرة الثانية من السهرة مع الفنان مزاري زهير الذي أدى أغنية "جاحاغ بزاف" للمغني القبائلي آكلي يحياتن قبل أن يخلفه على المنصة مكي مولاي على آلة الغيتار والذي شارك أعضاء الأوركسترا في تقديم معزوفة "أستورياس" للموسيقار وعازف البيانو الإسباني إسحاق ألبنيز.

وتألق من جهته الموسيقي الموهوب محمد فؤاد تركي في أدائه الرائع على آلة "الماريمبا" الإيقاعية مشاركا الجوق في عزف المقطوعة الفلكلورية "شارداس" (لآلة الماريمبا) للموسيقار الإيطالي فيتوريو مونتي وكذا فعل زميله محمد أمين بن القاضي الذي أحسن منفردا في أداء إحدى أشهر مقطوعات عازف البيانو الفرنسي فريديريك شوبان "إمبرومبتو. أوب. 66"، كما عرف الحفل تقديم معزوفة "آرليزيان-فاراندول" للمؤلف الموسيقي الفرنسي جورج بيزات بالإضافة لعدة مقاطع موسيقية لفيلم "الرسالة" التاريخي وهي من إبداع الموسيقار الفرنسي موريس جار.

وكان للتراث نصيب من السهرة حيث قدم فنان "الناي" و"القصبة" طالب نور الدين عزفا منفردا مميزا تفاعل معه الحضور كثيرا وكذلك حسين بويفرو على آلة "الزرنة" الشعبية وروازمي خليل على آلة الساكسوفون والذي أدى رفقة الجوق موسيقى أغنية "قلبي قلبي" للفنان الوهراني الراحل أحمد وهبي.

وكان الجمهور في الفقرة التاسعة من الحفل على موعد مع معزوفة الموسيقار النمساوي أماديوس موزارت الشهيرة "السمفونية رقم 40" والتي قدمت بلمسة جزائرية خاصة وتميز فيها كثيرا عازف القانون بن عليوة حسان بلقاسم وعازف العود بوعلام رياض وسط تصفيقات حارة من الحضور، فيما اختتمت السهرة بتقديم باقة من المنوعات الجزائرية التي أدى توزيعها الموسيقي اسماعيل بن حوحو حيث استمتع محبو الفن الكلاسيكي بموسيقى بعض أشهر الأغاني الجزائرية على غرار "يا الرايح" و"يا الزينة ديري لاتاي" و"قومري".

وأعرب التينور عمارة حاج عيسى عن "سعادته البالغة" بالمشاركة في هذا الحفل الذي "جمع عددا من الفنانين والموسيقيين الشباب الموهوبين" مضيفا أنه "فرصة حقيقية للاحتكاك بالجمهور والحصول على تجربة أكبر" وهذا ما ذهب إليه أيضا العازف على الآلات الإيقاعية تركي محمد فؤاد والعازف على القانون حسان بلقاسم بن عليوة، وأشارت من جهتها السوبرانو أنيسة هجرسي أن "سعادتها كبيرة" أيضا بالمشاركة في هذه السهرة رفقة الأوركسترا الوطنية معتبرة أن الإحتكاك بالجمهور هو في حد ذاته "أمر مهم بالنسبة للفنانين وخصوصا الشباب منهم".

وحضر هذه السهرة -التي نظمتها وزارة الثقافة بمناسبة شهر رمضان-عدد من الوزراء يتقدمهم وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزير الاتصال حميد قرين وكذا الممثل السامي لصندوق السلام للإتحاد الإفريقي دونالد كابيروكا ومحافظ السلم والأمن للاتحاد الإفريقي اسماعيل شرقي، كما حضر الحفل أيضا وزراء سابقون وعدد كبير من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمد بالجزائر حيث قام الجميع قبل بداية السهرة بأداء زيارة قصيرة للمعرض الفني "من المقام إلى النوبة" الذي يحتضنه قصر الثقافة إلى غاية سبتمبر المقبل ويتناول تاريخ الموسيقى العربية.

ح. س

 

من نفس القسم الثقافي