الثقافي
"قصص بدون أجنحة" يعيد نجوم الدراما الجزائرية إلى الشاشة الكبيرة
أخرجه للسينما عمار تريبش
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 جوان 2016
أعاد المخرج السينمائي عمار تريباش، في فيلمه الجديد الموسوم بـ" قصص بدون أجنحة"، أبرز نجوم الدراما التلفزيونية الجزائرية إلى الشاشة الكبيرة، على غرار الممثل محمد عجايمي، مصطفى لعريبي، عديلة بن ديمراد، أحمد بن عيسى، محمد رماس وسعاد سبكي وغيرهم، الفيلم السينمائي هذا الذي تم تقديمه في عرضه الأول أمام الإعلام أمس أول صور في سنة 2009، ولم يفرج عنه إلا في هذه السنة، حيث أكد المخرج أن الفيلم عرض على التلفزيون الجزائري لكنه لقي الرفض في ذلك.
يروي الفيلم قصة أربعة عائلات جزائرية متباينة في المستوى المعيشي، الصلة الوحيدة فيما بينهم شبح الموت الذي أخذ كل فرد من عائلتهم أثناء تحطم الطائرة المتجهة إلى إحدى المناطق الصحراوية بالجزائر، فهو القدر الذي أخذ سي ساسي وجعل عائلته تعاني بعده، مما جعل ابنته سارة تناضل من أجل بقاء عائلتها موحدة وتتجه للعمل لإعانتها، أما قصة يوسف الذي يهدي أمه رحلة إلى الصحراء لم يكن يظن أنها رحلتها الأخير في الحياة نحو الموت.
وقصة الشاب شاهين الذي أقحم نفسه في شراء بيت الوراثة لكي يرضي والده ويبقي على بيت الأجداد لم يكن يظن أن الذهاب إلى كسب المال ستكن أخر لحظة في حياته، ومن جهة أخرى نجد قصة الشاب عادل الذي تتوفى خطيبته نفيسة التي تعمل مضيفة لطيران.
وتبدأ من هنا الحبكة الدرامية والحنين والبحث عن الحقيقة والذات، لينتهي المطاف بالكل أمام النصب التذكاري للكارثة الجوية بالصحراء الكبرى للوداع الأخير لأحبتهم.
إن المتتبع للفيلم يلاحظ أن كل شخص توفي على متن الطائرة، كان يخفي سرا دفينا في حياته يكتشف بعد وفاتهم، وكأن في موت الأخرين هناك حياة أخرى لابد أن نلتفت لها، فسارة اكتشفت أن والدها متزوج بأخرى وله والدين، وأب شاهين اكتشف نية ابنه في سفر من أجل شراء بيت العائلة مما جعله يشعر بالذنب، أما عادل يخبره طبيب خطيبته أنها كانت تخفي مرضها عنه، ويوسف تخبره خالته عن حب أمه لصالح الذي أصبح اليوم مهندسا كبرا ومشهور، وسؤاله عن سر موهبته في الرسم وعن إمكانية أن يكون ابنه، فهي مشاهد مختلفة وضعنا فيها المخرج الذي كان وفيا للسيناريو للكاتبة والممثلة عديلة بن ديمراد.
وعن العمل قال المخرج أن فكرة العمل انطلقت من اخفاق مشروع مسلسل تلفزيوني، تدور أحداثه حول قصة سجينة تزاول دراستها وراء القضبان في محاولة منها لتغيير حياتها، أضاف تريبش قائلا أن المشروع قدم آنذاك إلى وزارة الثقافة ونال القبول، إلى جانب ميزانية متواضعة، قدرت بملياري سنتيم، قدم نصفها من الوزارة، كما حظي بمشاركة الكثير من الوجوه التلفزيونية المعروفة وعلى رأسها الممثل محمد عجايمي.
قصة الفيلم اراد من ورائها المخرج ان يكرم ضحايا طائرة تمنراست كما اراد تريباش ايضا ان يكرم من خلال فيلمه ضحايا العشرية الحمراء من مثقفين وفنانين مثلما صرح به للصحافة في ختام الفيلم كاشفا ان الفيلم كان من المفروض ان يعرض قبل هذا اليوم إلا أن المشاكل التي واجهها في مرحلة التركيب حالت دون ذلك .
الفيلم من تنظيم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتعاون مع بلدية الجزائر الوسطى، وهو إنتاج مشترك للوكالة و"رسالة للإنتاج"، بدعم من وزارة الثقافة من خلال صندوق دعم صناعة وتقنيات السينما "فداتيك".