الثقافي

الشيخة طيطمة والمعلمة يامنة تكرمان بالجزائر العاصمة

ضمن سهرات الديوان الوطني للثقافة والإعلام

 

 

كرمت عملاقتي الفن الجزائري الشيخة طيطمة والمعلمة يامنة ليلة السبت إلى الأحد بالجزائر العاصمة في حفل فني ساهر أحياه فنانون من العاصمة وتلمسان بحضور جمهور نوعي ميزه التواجد الكبير للعنصر النسوي، وكان افتتاح السهرة -التي احتضنتها قاعة الموقار- مع الفنانة العاصمية قوسم التي قدمت أغنية "رانا جيناك" التي عرفت بها خصوصا المعلمة يامنة لما غنتها لأول مرة في 1927. 

وأمتعت بدورها الفنانة المتميزة دليلة نعيم الجمهور بأدائها للأغنية التراثية "يا سيادي زارني حبيبي البارحة في المنام" التي سبق وغنتها كل من يامنة وطيطمة كما قدمت عددا من أغاني الراحلة فضيلة الجزائرية في طبع الحوزي والعروبي على غرار "أنا طويري" و"كحل العين مدبل الشفر". 

وكان ختام الحفل مع الفنانة التلمسانية المتألقة مريم بن علال التي أدت أغاني معروفة لطيطمة في الحوزي على غرار "أنا الغريب وأنا هو البراني" و"الخبر جاء من الغرب" قبل أن تختم فقرتها بأداء عدة مدائح دينية، واعتبرت الفنانتان قوسم ومريم بن علال أن المشاركة في حفل تكريم الشيخة طيطمة والمعلمة ويامنة "شرف كبير بالنظر لما قدمتاه للموسيقى الجزائرية" وهذا ما ذهبت إليه أيضا دليلة نعيم التي اعتبرت أن تأثيرهما كمن خصوصا في "غنائهما للتراث وحفاظهما عليه".

وتعتبر الشيخة طيطمة (1891- 1962) من رواد الفن الجزائري حيث بدأت مسيرتها بتلمسان بأداء الطبع الموسيقي المحلي "الحوفي" كما شاركت مع الجوق النسوي "الفوارات" في إحياء العديد من السهرات قبل أن تحتك بأسماء كبيرة في عالم موسيقى الحوزي يتقدمهم الشيخ العربي بن صاري، وبالرغم من قدراتها الفنية فقد كانت محل انتقادات من قبل أقاربها ووسطها الفني ما أجبرها على الهجرة إلى المغرب في 1914 أين مكثت خمس سنوات استطاعت خلالها أن تعزز رصيدها الفني من خلال إدخال طبوع موسيقية أخرى على غرار المديح، وقد برعت الشيخة طيطمة -وإسمها الحقيقي تيمة ثابت- خصوصا في فن الحوزي كما أنها من الفنانين القلائل الذين تناولوا التراث الأندلسي والحوزي والعروبي على حد سواء وقد مكنها صوتها الساحر وإتقانها العزف على عدة آلات موسيقية من فرض نفسها على الساحة الفنية في عشرينيات القرن الماضي وتسجيل حوالي 60 أغنية من تأليف شعراء كبار على غرار أحمد زنقلي وبن تريكي، ومن أشهر أغانيها "طال اشتياقي" و"لقيتها في الطوافي تسعى" و"تحيرت" و"صبحت على مايل الخد" و"على من تكون هذي الزيارة" و"الصباح نشر علامة". 

ونشأت من جهتها المعلمة يامنة (1859- 1933) بالجزائر العاصمة أين شاركت منذ طفولتها في الحفلات العائلية بحي القصبة العتيق أين ترعرعت لتبدأ بعدها في تعلم أصول موسيقى "الصنعة" قبل أن تؤسس جوقها النسوي الخاص (جوق "مسامع") وتغني علنا ولأول مرة في الحفلات الليلية، وتميزت الفنانة يامنة -وإسمها الحقيقي يامنة بنت الحاج المهدي- في طبع العروبي حيث خلفت أزيد من 500 تسجيل غنائي وقد أدت العديد من القصائد التراثية في الغزل والغرام والمواضيع الإجتماعية المختلفة من بينها الأغنية الرثائية الشهيرة "قالوا العرب قالوا" من التراث القسنطيني ورائعة "رانا جيناك". 

ويأتي تكريم الشيخة طيطمة والمعلمة يامنة في إطار سلسلة تكريمات رمضانية خصصها الديوان الوطني للثقافة والإعلام لأعمدة الفن الجزائري حيث ستستمر إلى غاية 2 جويلية المقبل.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي