الثقافي

زغيدي يطالب بادراج الوثائق التاريخية في المقررات التربوية

مختصون يجمعون على أن إعدام زبانة "انتهاك" قانوني و"جريمة" استعمارية

 

 

طالب الباحث في التاريخ الدكتور لحسن زغيدي بإدراج الشهادات التاريخية والوثائق ورسائل قادة الثورة والشهداء ضمن المقررات الدراسية لما تحمله من قيمة تارخية ومن دور في ترسيخ الهوية، وقال الزغيدي في لقاء نظمته جمعية مشعل الشهيد بمناسبة حول شخصية احمد زبانة اول شهداء المقصلة إن رسالة الشهيد زبانة الشهيرة لم تكن موجهة الى عائلته فقط بل كانت موجهة الى كافة العب الجزائري ، مقدما قراءة في مضامين الرسالة التي اعتبرها دعوة للشعب الجزائري للنهوض والتضحية في سبيل الوطن.

إلى ذلك يعتبر إعدام احمد زبانة بالمقصلة يوم 19 يونيو 1956 "انتهاك" قانوني و جريمة استعمارية ارتكبتها الإدارة الفرنسية الاستعمارية, حسبما أكدته المحامية فطيمة الزهرة  بن براهم  حيث عادت إلى الظروف "اللاإنسانية" لهذه الوفاة و المغزى من الرسالة التي كتبها عشية وفاته.

و وصفت المحامية إعدام احمد زبانة منذ 62 سنة ب"انتهاك قانوني" و "جريمة استعمارية" ارتكبتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية مؤكدة خلال مرورها بمنتدى المجاهد أن أول إعدام بالمقصلة في تاريخ حرب التحرير الوطنية تم بتجاهل الحكم المتعلق به، و أوضحت بن براهم أن "المحاولة الأولى فشلت و تم توقيف تنفيذها", مذكرة بان وزير العدالة الفرنسي آنذاك فرانسوا ميتيرون هو الذي أمر بمواصلة العملية إلى غاية قتله". 

وكانت هناك محاولة ثانية فاشلة ثم محاولة ثالثة لجأ فيها السفاح الغاشم إلى قطع رقبة الشهيد الشاب حتى يلفظ هذا الأخير أنفاسه و كان عمره لا يتجاوز 30 سنة، و قد أثر هذا الحدث في نفس ميتيرون لدرجة انه فور توليه رئاسة بلده كان أول مبادرة يقوم بها هي إلغاء الحكم بالإعدام. و هي طريقة "لتدارك" هذا الإعدام, كما أكدت المحامية.

وعادت بن براهم مطولا إلى الشجاعة الكبيرة التي تحلى بها, في اللحظات الأخيرة الشهيد زبانة و اسمه الحقيقي زهانة, و إلى سلوك منفذي إعدامه و تسيير هذا الإعدام, مشيرة إلى الحقائق العديدة التاريخية المتناقضة التي رواها هؤلاء و نقلها عنهم آخرون لاحقا سواء في الجزائر أو في فرنسا.

و بعكس ما جاء في المحضر الشفوي للتنفيذ ليس اوندري بارجي الذي نفذ إعدام زبانة و لكن محافظ الشرطة للحكومة الاستعمارية هو الذي وضع القناع لإعدامه معتقدا انه لن يتم التعرف عليه", مستشهدة بمعلومات محامي الشهيد الأستاذ محمود زرتال الذي اعتمد على تفاصيل دقيقة مثل حجم الحذاء.

 كما تطرقت الأستاذة بن براهم بالتفصيل الممل إلى مضمون و معنى الرسالة التي كتبها زبانة يوم 18 يونيو 1956 أي عشية إعدامه, مذكرة بان بهذه الوثيقة الثمينة كتبها الفقيد و بعثها إلى والدته عن طريق محاميه الذي قال لها عند تسليمه لها "انه بطل لم نرى مثله من قبل و لن نرى من بعده أبدا"، و أشارت في هذا السياق إلى نوعية اللغة التي ميزت الوثيقة التي كتبها الشهيد و مهنته حداد حيث كان مستواه اللغوي يتجاوز مستوى بعض الفرنسيين. 

و ذكرت المتحدثة في سياق متصل بعض المقاطع من الرسالة و أعلمت الحضور أن الليلة الأخيرة لحياة زبانة الملقب باحميدة قضاها في الصلاة مطولا، كما أخبرت الأستاذة الحضور بان الغريب في الأمر أن ساعة الشهيد توقفت عن الدوران في الساعة التي حددت لإعدامه أي على الساعة ال4 و 02 دقيقة. و سلمت السلطات العقابية تلك الساعة لوالدة الشهيد التي قدمتها بدورها إلى المحامي زرتال كونه بقي إلى "جانب ابنها" إلى غاية الدقائق الأخيرة من حياته.

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي