الثقافي

فيلم "المعاناة" يرصد معاناة الأسرة الجزائرية في خضم العشرية السوداء

للمخرج سيد علي فتار

 

قدم العرض الأولي للفيلم الروائي الطويل "المعاناة " للمخرج سيد علي فتار أمام الصحافة بقاعة سينما الجزائرية بحضور مخرجه و الطاقم الفني.

وتروي أحداث الفيلم و هو من  نوع الدراما الاجتماعية على مدى 90 دقيقة مأساة سي مصطفى متقاعد بسيط تحاصره المتاعب والهموم من كل جانب بسبب ما آلت إليه وضعية أبناءه في وسط اجتماعي يميزه الإرهاب و البطالة ومشاكل اجتماعية و اقتصادية مزمنة.

تجسد معاناة هذا الأب المجاهد من خلال أسرته الممزقة -حيث الابن الأكبر انظم إلى الجماعات الإرهابية والثاني يعاني البطالة بينما اختار الأصغر الهجرة غير الشرعية  -معاناة و أزمة المجتمع ككل، و يتطرق المخرج انطلاقا من هذه النواة إلى الكثير من القضايا مثل مسالة عودة التائبين وصعوبة اندماجهم خاصة وان الكثير من اسر ضحايا الإرهاب لم تنس كما يشير الفيلم من خلال بعض الصفقات بين بعض رجال الأعمال غير الشرفاء مع أطراف أجنبية إلى تورط أيادي خارجية في تفشي  الإرهاب  في تلك الفترة إلى جانب آفات لا تقل خطورة مثل الاغتناء السريع و غيرها، لكن بالرغم من أن فكرة الفيلم كانت جريئة و هامة  إلا ان مسار القصة جاءت مهلهل ومتشابك،  كما جاءت بعض المشاهد مثقلة بالإحداث او طويلة الى جانب مشكل الزمن حيث ان وقائع الفيلم من المفروض أنها كانت تجري في أواخر التسعينات الا ان المخرج أقحم صور و مشاهد تعود إلى وقت اسبق. 

وبدا الحوار وخاصة اللغة المستعملة في بعض الأحيان ضعيفا مما حول بعض المشاهد الجدية الى مواقف هزلية كما في مشهد تصفية الحسابات بين العصب المالية حيث ظهر فيها الابن التائب "محمود" يطلق النار على احد الخصوم و يطلب من زوجة اخاه المارة صدفة من هناك "سلمي على الأهل ". 

ويعاب على هذا العمل الجديد أيضا اصرار المخرج على تفسير كل شئ في حين ان قدرة السينما هي اختزال الكثير من الرسائل  في حركة او إشارة مما اشعر المشاهد بالملل، ولعل أن بث الفيلم بسند "ال دي في دي " DVD  مع انه صور ب 35 ملم بسبب عدم صلاحية جهاز القاعة قد اثر في القيمة الفنية للصورة، و قد انجز هذا الفيلم بميزانية متواضعة حيث لم يستفد المشروع سوي من 20 مليون دينار كما صرح المخرج، و توقف التصوير عدة مرات لكن "إرادة و إصرار" المخرج و الفريق الفني "مكنا حسب من تحقيق المشروع" يقول فتار . 

 وسيوزع فيلم بعد رمضان في القاعات التابعة لبلدية الجزائر الوسطى، وقد قام بالأدوار الرئيسية في هذا العمل الذي انتج من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع  الثقافي و شركة أمين إنتاج كل من رضا لغواطي و حمود لوكال ويونس لعروي ربيعي سلطاني و فتيحة نسرين و عبد القادر تاجر وامين بوشملة و كتب السيناريو المخرج  رفقة لمين مرباح  بينما انجز التصوير محمد وادحة، سبق للمخرج سيد علي فتار الذي غاب لفترة طويلة عن الأضواء ان قدم عدة أعمال  من بينها فيلم  كوميدي بعنوان "الجيران" من إنتاج المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري و مسلسلي  "أحلام و أوهام " من 30 حلقة و "مكاتيب" (20 حلقة).

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي