الثقافي
واسينى الأعرج : فقدنا الحلقة الرابطة بين الفعل الثقافي والجمهور
قال إن الخوف واليأس يسيطران على الخطاب الثقافى العربى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 ماي 2016
- الربيع العربى أجهض قبل أن ينتج شيئا جديدا
تحدث الروائى واسينى الأعرج ، عن تجديد الخطاب الروائى، والمعطيات التى تنشأ فيها الروايات فى ظل محاولة فرض نظام عالمى جديد ، وانكسار النظام العربى و رأى أن الثورات العربية أنها أجهضت قبل أن تنتج شيئا جديدا ، وهذه الهزيمة العربية بدأت منذ سقوط القسطنطينية ، وتأخرنا ثقافيا وحضاريا كانت بداية التيه العربى ، و بعدها استعمار المناطق العربية .
جاء ذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى لملتقى القاهرة الدولي لتجديد الخطاب الثقافي الذى انطلق اليوم من الأوبرا بمشاركة 140 باحثًا ومفكرًا وسياسيًا من 17 دولة بمسرح الهناجر فى الأوبرا ، كما تعرض لمأزق التخييل وربط ما بينه وبين مواجهة التطرف ، وقال أن من التحديات التى تواجه الرواية العربية ، أولا الإنسان كرهان فى أى تحول ، تم طمسه اجتماعيًا ونزعت عنه مواطنته وأصبح مجرد رعية في أرضه ، متسائلا هل الرواية التي بنيت على الإنسان يمكنها أن تصالح البشر مع أنفسهم؟
ثانيا التاريخ بعيدا عن الخطاب الرسمى المتهالك ، بل بإعادة ترتيبه تخيليا فى تماس ضرورى مع مادة الحياة ، وكيف يصبح كاشفا أدبيًا لكل الخيبات التي عاشتها الأرض العربية ، وتحدث ثالثا عن تحرير المتخيل ، مؤكدا أن العالم التخيلى من أهم أشكال التجديد والمقاومة، لافتا أن الديكتاتوريات تخاف من التخييل لأنه دليل على حرية الإنسان أولاً وأخيرًا، مؤكدا أن ، وهناك روايات عربية كثيرة انتقدت الديكتاتور حتى قبل الثورات .
أما رابعا فتحدث عن تناول الروايات لمشاكل الهوية والعرقية ، ولكى لا يكون خطاب أجوف ، يحتاج لنقد ذاتى عميق ، وتحوله إلى مادة أدبية نشأت في الحاضنة القومية وكيف تواجه وضعًا تمزقيًا شديد القسوة،كما تتعرض الروايات إلى الإنسانية التى تسهم فى تحويل المجتمعات .
وتابع أن الرواية العربية تضعنا اليوم في خطاباتها الكثيرة أمام معضلة أخلاقية كبيرة. ، وهى كيف يتصرف الأديب في ظل أوضاع الحروب الأهلية الصعبة حيث تنغلق الرؤى، وما هي الخطابات التي ينتجها؟ هل هي جديدة أم خطابات متهالكة تنم عن قصور واضح وذاتية مفرطة؟ القراءة البسيطة للمنتج الروائي في السنوات الأخيرة تدفعنا إلى القول إنه محكوم في عمومه بنظامين، إما الاستكانة إلى خطاب غير متماسك، أساسياته لم تعد موجودة، وأن المجتمع في حركية جديدة تحتم تغيير الرؤى، أو السقوط في سوداوية الإنسان العادي.
وأشار واسينى أن من المشكلات الكبيرة التى يعانى منها النص الروائى العربى التكريس للأقوى والمهيمن والمسيطر بدلا من تكريس القيم الروائية ، وقال أن الذائقة الثقافية يتم صنعها ، من خلال الأعلى مبيعا ، الذى يهدد اندثار أدباء كبار كنجيب محفوظ لصالح البيست سيلر ، مشيرا إلى أن كاتب مثل نجيب محفوظ ما يزال إلى اليوم يضعنا وجهًا لوجه أمام أنفسنا ومآسينا. وقل ما نجد كاتبًا وصل إلى ما وصل إليه محفوظ.
وعن الخطاب الدينى ذكر واسينى الأعرج أن فى جوهره عدمى لا يقبل القيم الثقافية ، وأن الخطاب الروائي الجديد لكى يصل إلى قرائه والمؤمنين به، يحتاج إلى تطوير حقيقي ومستمر،يشعر القارئ بأنه معني بما يقوله لأنه جزء منه.
• فقدنا الحلقة الرابطة بين الفعل الثقافي والجمهور
قال الروائي واسيني الأعرج" إن الخطاب الثقافي الروائي لا ينشأ داخل سلسلة من المعطيات التي من بينها الوضع العلمي العام، هذا بالإضافة إلى أننا نعاني من فقدان الحلقة الثقافية التي تربط بين الجهد الثقافي والجمهور."وأضاف واسيني قائلا "إننا نجد انكسارا في النموذج العربي الثقافي الذي ينشأ داخل نسق من الخوف واليأس، لذلك فعلينا الاهتمام بالشأن التعليمي والديني".
وأردف صاحب رواية "حكاية العربي الأخير .. 2084" إلى أن " الجزائر كانت تشتمل إبان الفترة الإستعمارية على أكثر من 100 قاعة سينما، وقد تقلص عددها حاليا إلى أربع قاعات فقط، أولى تلك المعطيات الوضع العالمي العام لأن الخطاب الذي تنشئه الرواية ليس خارج تلك المعطيات".وأضاف الأعرج إن "الرواية هي أول خطوة من خطوات إنشاء مشروعات ثقافية تابعة، انكسار الرواية هي مرآة لانكسار المجتمع العربي، فلا يوجد نموذج يحتذى به، تنشأ الرواية العربية داخل نسق من الخوف واليأس بعد الانكسارات المتتالية، خاصة انكسار الثورات العربية التي كان من الممكن أن تنشئ ثورة ثقافية، ولكنها للأسف أجهضت قبل أن تؤتي بثمارها، والعرب كانوا فاعلية حضارة خاصة في وقت الأندلس، إذن فالعرب يقدرون، ولكن يجب أن تتوفر لهم المعطيات الكافية".
• الخوف واليأس يسيطران على الخطاب الثقافى العربى
على صعيد آخر قال المتحدث إن الخطاب الثقافى الروائى لا ينشأ داخل سلسلة من المعطيات التى منها الوضع العلمى العام، هذا بالإضافة إلى أننا نعانى من فقدان الحلقة الثقافية التى تربط بين الجهد الثقافى والجمهور، وأضاف الأعرج، أننا نجد انكسار فى النموذج العربى الثقافى الذى ينشأ داخل نسق من الخوف واليأس، لذلك فعلينا الاهتمام بالشأن التعليمى والدينى.
مريم. ع