الثقافي
عبد الكريم تازاروت يقدم "السينما الجزائرية أفلام وتكريمات "
في كتابه الجديد الصادر عن منشورات رافار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 ماي 2016
يعود عبد الكريم تازاروت في كتابه الجديد "السينما الجزائرية أفلام و تكريمات "الصادر مؤخرا عن منشورات رافار إلى ذاكرة السينما الجزائرية بنظرة استعادية لأهم الأعمال السينمائية التي ميزت هذه السينما بعد الاستقلال .
يقدم المؤلف في هذا الكتاب الواقع في 237 صفحة و المجزأ إلى قسمين نظرة استعادية حنينية لكلاسيكيات السينما الجزائرية مدعمة ببورتريهات لوجوه فنية جزائرية و أجنبية تركت بصماتها في ذلك المنظر السينمائي .يسلط الكتاب في الجز الأول الأضواء على الأفلام القديمة مثل "معركة الجزائر"(1966) للايطالي جيلو بورتيكورفو وهو من الأفلام الأولى التي خلدت بالصورة السينما الجزائرية و أيضا أفلام أخرى مثل "الأفيون و العصا"(1969) لأحمد راشدي و"ريح الاوراس" (1966) و"ووقائع سنين الجمر"(1974) و "حسن طيرو"(1968)و هي كلها من إخراج محمد لخضر حمينا .
ويعطي تازاروت في هذا المؤلف المدعم بصور وافيشات الأفلام والمصحوب بملخصات عن تلك الأفلام تقديما موجزا عن هذه الأعمال التي تركت أثرها في السينما وفي قلوب المشاهدين الجزائريين من عشاق الفن السابع .و تثير هذه العودة المدغدغة للذاكرة في نفوس عشاق السينما حنينا و رغبة في إعادة مشاهدة هذه الأفلام التي تذكرها بالمرحلة الذهبية لتلك السينما.
ويذكر المؤلف أيضا في هذه النظرة الاستعادية أفلام أنتجت لاحقا مثل "الطاكسي المخفي "(1991) لبن عمر بختي و"جبل باية" (1997 ) لعزالدين مدور. كما يوجد في الكتاب أيضا معلومات عن أفلام حديثة مثل "مسخرة"(2008)لالياس سالم و "بن بلعيد(200)لأحمد راشدي و"البئر(2015)للطفي بوشوشي.
و يقدم المؤلف في الجز الثاني بورتريهات حية و مقتضبة لسينمائيين و ممثلين تركوا بصمات بارزة في عالم السينما وأيضا في المسرح على غرار الايقونة كلثوم (اسمها الحقيقي عائشة جوري) التي تألقت في أعمال خالدة للسينما الجزائرية مثل "ريح الاوراس "وعمالقة آخرين على غرار رويشد و سيد علي كويرات و رشيد فارس إلى جانب بورتري للمخرج المناهض للاستعمار روني فوتيي .و وصف الكاتب في هذه البورتريهات المسار الفني والإنساني لهؤلاء مبرزا مميزات كل واحد و كاشفا الصفات الشخصية التي غالبا ما يجهلها الجمهور .و تعد هذه البورتريهات المليئة بالطرائف شهادات حية تكشف عن حقائق ملموسة عرفها الكاتب من خلال احتكاكه بالفنانين بصفته صحافي وناقد سينمائي.و استطاع الكاتب عبر أسلوب صحفي سهل المنال من إعادة تشكيل للأجواء التي ساهمت في ميلاد سينما "مناضلة "تميزت بالجرأة في طرح المواضيع إلى جانب تألق كما صرح به الكاتب .
سبق للكاتب عبد الكريم تازاروت وهو صحفي و ناقد سينمائي إصدار مؤلفات أخرى منها كتاب عن حياة و أعمال الهاشمي قروابي احد شيوخ الفن الشعبي الجزائري و أخر عن المغني محمد العماري .كما ألف سيناريوهات لإعمال وثائقية و كان عضو في لجان تحكيم في عدة مواعد سينمائية جزائرية.
فريدة. س