الثقافي
ياسمينة خضرا حاضر في الدورة الـ 20 للمعرض الدولي للكتاب والفنون بالمغرب
بمبادرة من المعهد الثقافي لفرنسي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 ماي 2016
يشارك بداية من اليوم الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا في فعاليات الدورة الـ 20 من المعرض الدولي للكتب والفنون المقام بمدينة طنجة المغربية وذلك بمبادرة من المعهد الفرنسي، ستكون مشاركة صاحب رواية «ليلة الريس الأخيرة» ياسمينة خضرا، في المعرض الذي ستنطلق فعالياته اليوم وتستمر إلى غاية 8 من الشهر الجاري، من خلال لقاء ادبي ثري في اليوم الثاني من التظاهرة، حيث سيعرج الى مختلف النقاط والأفكار التي ميزت قلمه منذ ان غاص في اسرار الكلمات والمواضيع التي انتقد بها الحماقات البشرية وثقافة العنف.
كما يحتوي برنامج هذا الحدث الثقافي على موائد مستديرة ولقاءات أدبية ستتناول عدة مواضيع سينشطها عدد من الأسماء الأدبية العربية على غرار الاديب نور الدين سال، طاهر بن جلون وجليل بناني.
وارتفعت مكانة ياسمينة خضرا الأدبية من خلال رصد العديد من النجاحات المهمة على الساحة الدولية، وجعلت اسما عربيا مشهورا استطاع أكثر من مرة ان يلفت انظار النقاد الغربيين، ويكون حلقة نقاشات مطولة، فقط لان كتاباته تغوص في النفس البشرية، ويترك في طريق كل قارئ جزئيات بسيطة من شأنها أن تتركه يصر على إكمال الرواية مهما طالت صفحاتها.
في حين بلغت شهرته حد العالمية حيث تباع كتبه في 25 بلد حول العالم، وتتسارع دور النشر العالمية لترجمة آخر إصداراته، اما رواية الكاتب ياسمينة خضرا الأخيرة «ليلة الريس الأخيرة» والصادرة باللغة الفرنسية عن دار «جوليار» للنشر، فتحدثت عن الساعات الأخيرة من حياة الزعيم الليبي، وذلك بوجهة نظر معمر القذافي نفسه، هذا إضافة الى زخم كبير من الإصدارات على غرار «بما تحلم الذئاب» الرواية البوليسية التي حققت نجاحا باهرا على المستوى العربي بعد أن تلقتها الساحة الأدبية الفرنسية بحفاوة كبيرة.
بدا ياسمينة خضرا (اسمه الأصلي محمد مولسهول) سبّاقاً في إنجاز أول رواية عن القائد الليبي، وكان منتَظراً أن يكتبها روائي ليبي أو عربي وباللغة العربية، فالروائي الجزائري حسب النقاد لم يتمكّن من التخلّص من طيف قارئه الفرنسي الذي يكتب له مباشرة، مدغدغاً خياله ومُرضياً شغفه الفانتازي، حتى غدت الرواية كأنها موجّهة الى القراء الفرنسيين والأجانب، وهذا من حق خضرا أصلاً بصفته فرنكوفونياً. وهو لم يجعل القذافي راوياً إلا ليخاطب قراءه الأجانب بسهولة عبر السرد العلني أو الصريح، وليس من خلال راوٍ مجهول أو غفل.
يفتتح خضرا روايته بصوت القذافي يتذكر خاله، الذي كان له فيه أثر كبير بعد وفاة أبيه. القذافي الآن يعيش ليلته الأخيرة (19 - 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2011) مختبئاً مع من تبقى من رجاله في إحدى مدارس مدينة سرت، أرض طفولته ومهد ثورته، منتظراً مجيء ابنه المعتصم للهروب الى بقعة آمنة في الجنوب. إنها فعلاً الليلة الأخيرة للطاغية بعدما احتلّ الثوار معظم أنحاء البلاد، وباتوا على مقربة منه. وفي هذه الليلة، يسترجع الديكتاتور ماضيه البعيد والقريب، وفصولاً من حياته. في هذه اللحظات الرهيبة، جعل خضرا بطله يواجه نفسه كما لو كان أمام مرآة مكسورة، فراح يستعيد ماضيه في حال من الاضطراب والهذيان، ومن الحنين الذي قاده الى تذكّر خاله في البداية ثم الى رؤية أمه في الخاتمة قبيل لفظه أنفاسه الأخيرة. كان لا بد من أن يكون خاله أول من يرد خياله، فهو كان بمثابة الأب الثاني الذي نشأ في كنفه وتأثر به: «عندما كنت صغيراً، كان يحسن لخالي أن يصطحبني معه الى الصحراء. هذه الرحلة كانت بنظره أكثر من عودة الى الينابيع، كانت تطهيراً للروح. ما كان لي في صغري، أن أدرك ما يسعى الى إفهامي إياه، لكنني كنت أحب الاستماع إليه. كان خالي شاعراً بلا مجد ولا ادعاء، بدوياً كان، يؤثر التواضع ولم يكن يهمًه سوى نصب خيمته في ظل صخرة واستراق السمع الى الريح، صافرةً فوق الرمل، عابرة كالظل...».
مريم. ع