الثقافي

النقد الذي نفتقد

عمود

 

عرفت الساحة الثقافية الجزائرية والأدبية منها على وجه الخصوص انتعاشة ملحوظة في السنوات الأخيرة بفعل تضاعف حركية النشر الورقي والالكتروني ، وتعدد المهرجانات والمسابقات ، ولكن ذلك اقتصر الى حد الان على عنصر الكّم، ولم يتجاوزه الى حد الان على الأقل في الارتقاء بهذا النوع الأدبي المهيمن على الساحة الادبية الراهنة ، بسبب شبه الغياب للمرافقة النقدية، المصوبة ، والمنوهة على السواء.

وقد ألفنا في بلادنا تراجع قطار الحركة النقدية على قاطرة النصوص الابداعية  بمراحل في حين انهما في الحالة السوية يسيران جنبا الى جنب، ويتساوى في ذلك النقد الأكاديمي او الصحفي، فلولى بعض الكتابات الدوريات الجامعية، التي لا توزع إلا في نطاق ضيق، وبعض الدراسات التي تصدر بين الفينة والأخرى على بعض الاكادميين، لقلنا ان الجزائر تخلوا من النقاد.

وحتى النقد الصحفي القليل الذي تنشره بعض الصفحات الثقافية تطغى على اغلبيته الساحقة المجاملات "الشللية" ، والسقطات المُريعة في أتون النفاق الادبي ، والجهل (المركب منه والبسيط) بقواعد النقد المنهجي والموضوعي.

ولا يجعلنا التخلف النقدي الذي تشهده الساحة الثقافية والأدبية منها خاصة ـ مقارنة بالجيران في المغرب وتونس مثلا ـ  نبخس حق الجهود المبذولة من بعض النقاد والمخابر الجامعية، وحتى بعض مجلات المتقطعة الصدور، ولكن التصويب وتمحيص الكم الهائل من المطبوعات التي افرزتها احتضان الجزائر لبعض التظاهرات الثقافية العربية مؤخرا ، غدا أكثر من ضرورة .

وكمثال على ذلك فان عشرات النصوص السردية الروائية المنشورة في الفترة الاخيرة بتموين وزارة الثقافة المستأمنة على أموال الشعب، لم تستطع ان تحجز لها مكانا متقدما في ترتيب "البوكر" وأخواتها من الجوائز ذات المصداقية، فهل عرفتم الخلل اين يكمن الآن ؟.

بقلم: عبد الغني بلقيروس

 

من نفس القسم الثقافي