الثقافي

الزاوي: أنا صاحب مشروع روائي ورؤية فلسفية للرواية

وصف الكاتب الذي يكتب ما يعرفه القارئ بصاحب" الرواية الميتة "

 

 

  • نحو إصدار مجمل أعماله الروائية بمناسبة مرور عشرين عاماً على تجربته في عالم الكتابة

 

كشف الروائي الجزائري أمين الزاوي، أن منشورات البرزخ ستصدر له في عام 2017 مجمل أعماله الروائية بمناسبة مرور عشرين عاماً على تجربته الروائية. وتصدر الأعمال الكاملة في مجلدين يتضمنان 11 رواية باللغتين العربية والفرنسية.

وقال إنه صاحب مشروع روائي ورؤية فلسفية للرواية، يقدّم عبرها جملة من الأسئلة التي تثير القلق، وأكد أنه"على الروائي أن يقول ما لا يعرفه القارئ، وأن يفاجئه ويُدخله في دوامة السؤال، كما عليه أيضا أن يكتب ما لا يجرؤ على قوله القارئ، لأن هدفه في النهاية هو خلق حالة من التشويش الإيجابي لدى القارئ"، وقدم من خلال محاضرة ضمن فعاليات تجربته الروائية، انطلاقا من عملين اثنين هما"قبل الحب بقليل" ورواية "عسل القيلولة" أن "الكاتب الذي يكتب ما يعرفه القارئ، تعتبر روايته ميتة،من منطلق أن الرواية تثير حالة من القلق، وتطرح المزيد من الأسئلة المتجددة مع كل إجابة".

ويرى أن "الرواية يجب أن تتكئ على مجموعة من التخصصات لتحقق مصداقيتها، وما تقدمه للقارئ يجب أن يستند للمعلومات وتستفيد من باقي الحقول المعرفية"، موضحا أن كثيراً من الروائيين العالميين جاؤوا لعالم الرواية من تخصصات غير الأدب، على غرار الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو.

وعن المرأة أكد أنها تشكل محوراً أساسياً في كتاباته منذ روايته صهيل الجسد،"كونها جوهر التنمية والتقدم ورهان تطور المجتمع"، معتبرا أن الواقع عكس الأرقام التي تشير إلى ارتفاع نسبة تواجد المرأة في الفضاء العمومي، تحكمه الرؤية الذكورية الطاغية. وقال:"هذا العدد غير نوعي ما دامت المرأة لم تدخل بعد في النضال اليومي السياسي والثقافي الرمزي”.

ويرى أن ثيمة المقدس والمدنس تشكل بدورها محورا أساسيا في فلسفته الروائية، وحسب الزاوي، فإن الكاتب الذي يقترب من ثيمة المقدس، عليه أن يكون عالما بالموضوع، وعارفا بخباياه، وقال:"لأن الاستفزاز المجاني لا يفيد، بل التشويش الإيجابي هو الذي يحرك القارئ ويفيد الرواية".

أما روايته"اليهودي الأخير لتمنطيط" استوحاها من تجربة عبد الكريم المغيلي، الذي مارس عنفا مقدسا على الجالية اليهودية بالمنطقة. وقال عن نفسه حين صدورها إنه كاتب مستفزّ، يحب مواجهة الطابوهات،بل تعريتها؛ لأن الكاتب هو حامل لواء ما أسماهالتغيير المخيالي، ولكي يكون في مستوى تحدي أفكار وتقاليد المجتمع، عليه أن يتمتع بالجرأة المؤسسة على العلم والثقافة بكل جوانبها، لأن الكتب الكبيرة هي تلك التي كتبت بجرأة.

وفي روايته الأخيرة "قبل الحب بقليل” تناول التحولات الاجتماعية والثقافية التي حصلت في الجزائر خلال فترة حكم الرئيس هواري بومدين، عبر قصة بائع كتب قديمة ينقل حالة التحول من بيع الكتب الأدبية إلى بيع الكتاب الديني، وهو ما يعكس حسب الزاوي نكسة حقيقية على المستوى الثقافي. وقال: “حققت هذه المرحلة إنجازات كبيرة من مصانع وملاعب، لكن نسينا أن نبني الإنسان وهو الجوهر الحقيقي في تحريك عجلة التاريخ”. وخلص الزاوي إلى أن روايته أبرزت كيف وصلت الجزائر إلى لحظة العنف وانتشار مظاهر التطرف.

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي