الثقافي

ربيعة جلطي تحل ضيفة على الدورة الـ 26 من المهرجان الدولي للكتاب بأبوظبي

ستكون فرصة لتقديم أعمالها الروائية الأخيرة

 

تشارك الروائية والشاعرة، ربيعة جلطي، في الدورة الـ 26 من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب 2016، المقرر من الـ 27 أفريل الجاري وإلى غاية الـ 03 من شهر ماي القادم، حيث تلتقي الأديبة المحبوبة مع جمهورها الإماراتي والعربي من خلال جلسات التوقيع لروايتيها الأخيرتين "عرش معشق" و"حنين النعناع".

وستكون مشاركة الروائية والشاعرة ربيعة جلطي لتمثيل الأدب الجزائري في هذا المحفل الأدبي الكبير الذي ستكون إيطاليا ضيف دورته لهذا العام، كما يتم الترويج خلال المعرض لمؤلفي ربيعة، "عرش معشق" عن منشورات ضفاف والاختلاف، الذي تطرقت فيه الأديبة الجزائرية لواقع مجتمع ذكوري يحتقر المرأة من حيث المظهر، فيسخط عليها متناسيا عيوبه وقبحه، تؤكد ذات الكاتبة، فتصور الرواية امرأة قبيحة، سمينة، تمشي بصعوبة، وتعاني يوميا من كره المجتمع لها، فتزداد مقتا لنفسها وجلدا لذاتها، تقف أمام المرآة، تُمسك الشعيرات النابتة أسفل ذقنها وتحاول نتفها. تنظر إلى وجهها وتُطيل النظر إليه، كأنها تحاول أن تعتاد على بشاعتها، لكنّ المجتمع لا يسمح لها بأن تعيش سلاماً داخلياً ولو للحظة واحدة"، حسب ما جاء في الرواية.

وتتحدث هذه الشخصية التعيسة في الرواية قائلة:"كيف يمكنني أن أختبئ؟ كيف يمكنني أن أسلم من عيون الآخرين؟"، و"بعد وفاة والديها، عاشت، نجود، عند خالتها وزوج خالتها، بوعلام، الذي يُمثّل رجال مجتمع تنتمي نجود إليه. هو رجل قبيح لا يتوارى عن السخرية من قبح نجود، كأنّ الجمال فُرض على المرأة، وليس الرجل الذي يبقى رجلا مرغوبا ومحبوبا مهما كان شكله ذميما. تحمل بطلة "عرش معشق"، اسم شقيقتها، نجود، التي ماتت قبل خمس سنوات من ولادتها، لكنّ نجود المتوفاة كانت طفلة جميلة بشعر أشقر وعينين خضراوين، وهذا ما جعلها تحمل عبئا إضافيا لأنها مثار مقارنة مستمرة بينها وبين طفلة جميلة لكنها ميتة".

وتصف صاحبة الرواية، ربيعة جلطي، هذه المأساة بمختلف أبعادها، النفسية والاجتماعية، غير أنها تدع لبطلتها فرصة للتغلّب على معاناتها بعقلها الراجح ذي المستوى الفكري الراقي الذي حاز نصيبا يحسد عليه من الفطنة والذكاء والحذق، بعد أن "حرمت نعمة الجمال والأهل والراحة"، وجعلت الكاتبة روايتها فضاء لانتقاد "نظرة رجعية متخلفة لمجتمع بقي ساكنا في سباته ما دام يؤاخذ الناس على أشكال خارجية لا يملكون فيها خيارا".

وأما رواية "حنين النعناع" فجاء بناؤها السردي مصورا عالما غرائبيا لفتاة جميلة وفاتنة تدعى "الضاوية"، وهي طالبة تتنقل من الجزائر إلى دمشق ثم باريس، وتتعايش مع واقع الناس وتشاركهم ألم الحرب التي تتسع رقعاتها ومساحاتها الجغرافية والمعنوية إلى أبعد حدود الأمكنة والأنفس.

وجاءت أغلب أحداث الرواية على ألسنة النساء على تنوع ثقافاتهن واختلاف انتماءاتهن الجغرافية والتاريخية ومستواهن ولغاتهن وغضبهن وطباعهن وآرائهن، وقدرتهم على الصبر وتحمل الصعاب، فهن نساء مختلفات الواقع والحكاية والمصير: الضاوية، حنة نوحة، أم الخير، سهى، نزهة، ابتسام، نورمال، ريحانة، أم ابتسام، صافو، كما تتسرب الكاتبة داخل رواية "حنين النعناع" إلى عالمين متوازيين متصارعين، أولهما الواقع اليومي الذي "يعيشه الناس البسطاء، في قارات مسماة ومقسمة بشكل مختلف، وبين وجود خيالي جارف موازِ تخلد فيه شخصيات عابرة للعصور والأزمنة تنتمي إلى عالم الموسيقى والعلم والأدب والفلسفة والفكر، جميعهم يملكون أجنحة، من أبوليوس إلى نيوتن إلى سرفانتيس إلى أرخميدس إلى عمر الخيام إلى الخوارزمي إلى زرياب إلى بتهوفن ومن غاليلي إلى ولاّدة إلى جبران إلى سقراط وغيرهم، يجتمعون يتناقشون ويراقبون بألم جنون كوكب الأرض".

وكانت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، أعلنت من قبل عن اختيار الفيلسوف العربي الإسلامي ابن رشد شخصية محورية للمعرض، وذلك وفق منهج يتيح إعادة الاحتفاء بالشخصيات العربية والعالمية المؤثرة في البناء والثقافة والتنمية، حيث سيعمل المعرض على إلقاء الضوء على شخصية ابن رشد، من خلال إقامة جناح خاص للفيلسوف الكبير، كما أن البرنامج الثقافي يتضمن ندوات متخصصة عن شخصية ابن رشد، وعن أثره وأعماله في القاء المزيد من الضوء على حياته والأثر الذي تركه.

وتحتفي هذه الدورة بضيف الشرف -إيطاليا- التي ستقدم برنامجاً متكاملاً يتضمن فعاليات ثقافية ومهنية وفعاليات أطفال، إلى جانب مشاركة في ركن الطهي وركن الرسامين تبرز الوجه الثقافي لإيطاليا، وتضيء على الحوار الإماراتي- الإيطالي الثقافي المتميز، وتلقي إيطاليا الضوء في برنامجها المخصص للمعرض على إنتاجها الأدبي من خلال مجموعة مهمة من الجلسات الحوارية، التي سيشارك فيها مؤلفون وشعراء وأكاديميون مرموقون من هذا البلد، وستعرض أهم الإصدارات الأدبية والعلمية في جناح خاص يشارك فيه أهم الناشرين في إيطاليا، وسيتضمن البرنامج الإيطالي عدداً من المحاضرات والمناقشات، بمشاركة نخبة من المتحدثين المتخصصين في قطاع النشر، فضلاً عن العديد من خبراء التعليم وتقنيات التعلم الحديثة.

 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي