الثقافي

"قميص للجزائر".. ملحمة فريق جبهة التحرير بعيون فرنسية

وصفه مؤلفوه بـ "المغامرة الثقافية الجميلة"

 

ألّف ثلاثة مؤلفين فرنسيين، مؤخرا، كتابا بعنوان "قميص للجزائر"، صوروا من خلاله ملحمة فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، الذي عمل على إيصال القضية الجزائرية إلى العالم إبان حرب التحرير، من خلال الرياضة. 

هذا الكتاب الذي صدر بفرنسا، أورد فيه منتجوه الكثير من الذكريات والوثائق الخاصة بفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، الذي أسسته قيادة الثورة الجزائرية سنة 1958، قصد الدفاع عن الجزائر والترويج لحرب التحرير على الصعيد الدولي، وكان خيار المؤلفين الفرنسيين قد وقع على توثيق هذا الفصل الشائك من تاريخ علاقات الجزائر وفرنسا وهي في فترة حرب دامت عدة سنوات وحصدت العديد من الشهداء.

وقال كريس، أحد المؤلفين الثلاثة، وهو مختص في مجال القصص المصورة التاريخية، إن "هذا الكتاب الذي يمزج بين الحقيقة والخيال إطلالة على قصة مميزة في تاريخ كرة القدم العالمية كما في تاريخ العلاقات الجزائرية - الفرنسية، وكان بودّي تأليفه منذ اكتشافي ملحمة فريق رائع كان أبطاله رجالا تركوا وراءهم الشهرة والمال لأجل الإسهام في استقلال بلادهم".

أما المؤلف الثاني، برتران غاليك، وهو اختصاصي في التاريخ وكاتب سيناريوهات، فقال إن "هذا الكتاب مغامرة ثقافية جميلة لأنها تتناول ولأول مرة في شكل قصص مصورة، حقبة تاريخية مهمة"، مضيفا أن "هذا العمل جد مهم وآمل أن يقرأه الكبار والصغار من كلا البلدين بعيدا عن كل أشكال التعصب".

وأكد كل من كريس وغاليك، في غياب زميلهم الثالث الرسام، جافي راي، الذي تحدثا باسمه، على أن الفضل كله في صياغة الرواية يرجع لأحد أعضاء فريق جبهة التحرير، رشيد مخلوفي، الذي أفادهم بشهادات كثيرة ودقيقة في غاية الأهمية عن هذه الملحمة الرياضية ذات الأبعاد السياسية والدبلوماسية.

"قميص للجزائر"، الذي صدر عن دار النشر "آر ليبر" "الهواء الطلق"، يعرج على أحداث 8 ماي 1945، مسترجعا خروج الحشود في باريس احتفالا بنهاية الحرب العالمية الثانية، وخروج الجزائريين في شوارع سطيف للمطالبة بحريتهم، فكان رد السلطات الاستعمارية بالقمع لتكون نهاية المظاهرات بمقتل الآلاف من الجزائريين.

كما يتطرق الكتاب من خلال قصص مصورة جميلة إلى حياة فرنسيين ومسلمين في الجزائر، بينهم من سيصنعون لاحقا أمجاد فريق جبهة التحرير أمثال مخلوفي وعبد الحميد كرمالي ومختار عريبي، والذي أشار إلى أن جميعهم من أبناء مدينة سطيف.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي