الثقافي

الدكتور لخضر منصوري يؤرشف تجربة الإخراج عند علولة

في كتابه الصادر عن جامعة وهران :

 

صدر مؤخرا بجامعة وهران الطبعة الثانية من كتاب " تجربة الإخراج عند عبد القادر علولة " للدكتور لخضر منصوري،  الذي يتطرق فيه بالتحليل والدراسة إلى أهم أعمال المسرحي الراحل عبد القادر علولة الذي اغتيل في 10 مارس من سنة 1994،  وهومتوجه إلى المسرح الجهوي بوهران لتقديم محاضرة لجمهوره المسرحي.

الدكتور لخضر منصوري حاول من خلال هذا الكتاب الذي يؤرشف عبر صفحاته لأعمال أحد أهم رواد المسرح الجزائري،  البحث في الجمال الفني والإبداعي الذي قدمه علولة في جميع أعماله سواء كان كاتبا،  مخرجا أوممثلا،  أسس علولة حسب الدكتور منصوري شكل الحلقة بالمصادفة،  مثلما قال في المحاضرة التي ألقاها في ألمانيا في العام 1987،  وكان اكتشافه هذا نتيجة اقترابه من هموم الناس،  وتنقلاته المستمرة مع فرقته لتقديم أعماله خارج صالات العرض المألوفة،  حيث تكون أشعة الشمس في بعض المرات إضاءة كاشفة لأعماله،  مثلما صار دخول الممثلين وخروجهم وتغيير أزيائهم وماكياجهم على مرأى من المتفرجين،  ومن اجل أن يقترح علولة مسرحا مختلفا ومتميزا،  أساسه السرد وتغييب الأفعال الأرسطية والقضاء على هيمنة العلبة الايطالية والتوجه إلى فضاء اسمه الحلقة،  كان لا بد من الغوص في التراث الشعبي حسب الكاتب لفهم مكوناته الدقيقة وأشكاله الفنية الخاصة والبحث في كتب التراث العربي ومتابعة العروض الشعبية بالأسواق،  ارتكزت الحلقة أساسا على القول،  بحيث تلعب الكلمة دورا أساسيا وديناميكيا في كسر الإيهام وتزويق الحكاية،  وهذا ما تجلى بشكل واضح وفني في مسرحية “الأجواد” التي حملت في شكلها ومضمونها معاني رمزية تراثية وجمالية،  أعادت المسرح إلى أبعاده الشعرية.

في فصل الأول من الكتاب الذي جاء تحت عنوان “علولة والإخراج المسرحي”،  سلط الدكتور لخضر منصوري الضوء على تجربة علولة الإخراجية،  من خلال توضيح معالمها،  والعناصر الأساسية لفن الإخراج،  بشكل عام،  محللا جمالياته ومفاهيمه،  لينتقل بعدها إلى مفردات العرض المسرحي عند علولة،  وكيفية استخدامه.

أما في الفصل الثاني منه فقد قدم لخضر منصوري دراسة مطولة لمسرحية “الأجواد”،  بدأها بتحليل النص الذي ضم ثلاثة لوحات فنية،  مختلفة الفكرة والحدث لكنها حسب منصوري “تنهض على رؤية شاملة”.

كما استعرض الكاتب في مؤلفه الجديد بعض التعريفات التي وردت على لسان أوسكار ريمز،  لكي يتسنى له طرح أسئلته الخاصة،  مثل: هل استطاع علولة كمخرج أن يوازن بين أبعاد النص وتشكيله الحركي؟ ما هي الأساليب التقنية التي اعتمدها في رسم مخططات تشكيلاته للحركة؟ ما مدى تأثير الموروث الثقافي المحلي في هذه التشكيلات؟ وبما أن علولة اقتفى منهج بريخت،  هل اثر ذلك في تشكيله للحركة؟ وهل استلهام علولة لشكل الحلقة في مسرحية “الأجواد”،  أثّر في رؤيته للفضاء المسرحي ومن ثم التشكيل الحركي؟.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي